Uncategorized

البتراء : المدينة الوردية

البتراء  : وهي مدينة أثرية وتاريخية قديمة , تقع في محافظة معان الواقعة في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية. والتي تشتهر بعمارتها المنحوتة بالصخور ونظام قنوات جر المياه القديمة. أُطلق عليها قديمًا اسم «سلع»، كما سُميت بـ «المدينة الوردية» نسبةً لألوان صخورها الملتوية.

أُسست البتراء تقريبًا في عام 312 قبل الميلاد , كعاصمة لمملكة الأنباط. وقد حصلت على مكانةً مرموقةً لسنوات طويلة، حيث كان لموقعها على طريق الحرير، والمتوسط لحضارات بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر، دورًا كبيرًا مهماً جداً, جعل من دولة الأنباط تمسك بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها. وتقع المدينة الوردية على منحدرات جبل المذبح، بين مجموعة من الجبال الصخرية الشاهقة، والتي تُشكل الخاصرة الشمالية الغربية لشبه الجزيرة العربية، وتحديدًا وادي عربة، الممتد من البحر الميت وحتى خليج العقبة.

وقد أُدرجت مدينة البتراء على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1985.كما تم اختيارها كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة  في عام 2007.

وتُعد البتراء اليوم، رمزًا للأردن، وأكثر الأماكن جذبًا للسياح على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية . وكما أنها واحدة من أهم الوجهات السياحية لزعماء العالم. ولقد احتفلت المدينة الوردية بالزائر رقم مليون لأول مرة في تاريخ السياحة الأردنيّة، وذلك في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

البتراء


الجغرافيا

تقع مدينة البتراء في لواء البتراء التابع لمحافظة معان، على بعد 225 كيلومتر جنوب العاصمة الأردنية عمّان، وإلى الغرب من الطريق الصحراوي الواصل بين عمّان ومدينة العقبة على ساحل خليج العقبة.

يقع لواء البتراء في الجهة الغربية من مدينة معان مركز المحافظة، ويبعد عنها 36 كم. ويتواجد على امتداد سلسلة جبال الشراة المطلة على وادي عربة , تبلغ مساحة اللواء 900 كم2 ، أما مساحة المحمية الأثرية فتبلغ 264 كم2. وتُعتبر البتراء أحد مناطق هذا اللواء، ومركزه في مدينة وادي موسى.

تمتاز مدينة البتراء بأنها مدينة محفورة في الحجر الرملي الملون في صخور جبال وادي موسى الوردي، ولذلك سُميت بـ «المدينة الوردية». ويمكن للزائر أن يصل إليها بواسطة السيارة وبعدها يبدأ في السير بين جنبات مدينة ضخمة محفورة في الصخر، ومختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة التي بالكاد يسهل اختراقها يطلق عليه اسم (السيق), وان تخوض تجربة جميلة ومميزة في اكتشاف هذه المدينة الجميلة والرائعة


تاريخ البتراء

يعود الفضل في بناء البتراء إلى الأنباط، إلا أنه قبل الأنباط كان يعيش في هذه المنطقة شعب يسمى ب  الآدوميين . وقد استوطن الأدميون التلال المحيطة بالبتراء من 1200 – 539 قبل الميلاد , ولم يدخلوا البتراء بل فضّلوا الإقامة على التلال المحيطة بها.

ولم يكن لديهم معرفة كبيرة أو اهتمام كبير بالنحت أو البناء في الصخر، بل كانت براعتهم ومهاراتهم محصورة ومحدودة في صناعة الفخاريات التي على ما يبدو أنهم نقلوها إلى العرب الأنباط الذين استقروا في هذه المنطقة بعد هجرتهم من الجزيرة العربية في نهاية القرن السادس قبل الميلاد. لقد احتل الآدوميون جزءاً هاماً من المنطقة التي كانت عند تقاطع عدة طرق تجارية مهمة واستفادوا بشكل كبير من القوافل التجارية التي كانت تمر عبر طرقهم. ويُعتقد بأن الآدوميين هُزموا من قبل اليهود بقيادة الملك سليمان الذين بسطوا سيطرتهم على هذه المنطقة لمدة مائتي عام. بعد ذلك قام البابليون بغزو فلسطين، وأخذوا اليهود وأخذوهم أسرى. وبدأ الآدوميون الذين طُردوا من هذه المنطقة بالتحرك لإعادة احتلال الأراضي التي كانت فيما مضى خاضعة لسيطرتهم. ومع ذلك فقد تم اجتياح هذه المنطقة مرة أخرى لكن هذه المرة من قبل الأنباط وهم قبيلة بدوية ينحدرون من أصول عربية. تعايش الأنباط مع الأدوميين في حياة أكثر استقرارًا.


العرب الأنباط

كانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم العربية التي دامت ما بين 400 قبل الميلاد ,وحتى 106 ميلادي وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غربًا وحتى صحراء بلاد الشام شرقًا، ومن الشمال دمشق وحتى البحر الأحمر جنوبًا. في عام 300 قبل الميلاد، كان الأنباط قد حققوا السيطرة التامة على المنطقة، وبنوا لأنفسهم مستعمرة حضرية، حيث قاموا بنحت أحيائهم السكنية ومبانيهم وقبورهم في الصخور بجانب الجبال. وفي أوج ازدهارهم في القرن الأول قبل الميلاد وقد كان يعيش في مدينة البتراء ما يقارب 30,000 نسمة، وكان يحكمهم ملك منذ العام 168 قبل الميلاد وأنشأوا دولة تمثل ديمقراطية.


السيق

وهو الطريق الرئيس المؤدي لمدينة البتراء. وهو عبارة عن شق صخري يتلوّى بطول حوالي 1200 متر وبعرض يتراوح من 3 – 12 متر، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 80 متر. ويعتبر الجزء الأكبر منه طبيعي، بالإضافة إلى جزء آخر نحته الأنباط. ينتهي السيق في الجهة المقابلة للخزنة.

يُمكن مشاهدة بقايا لقوس يمثل بوابة المدينة في بداية السيق، الذي يوجد على جانبيه قنوات لجر المياه ممتدة من عيون وادي موسى في الخارج إلى المدينة في الداخل. وكما يمكن مشاهدة السدود الجانبية، التي أقيمت في مكان السدود النبطية الأصلية، لمنع تدفق المياه إلى السيق، وحجزها والاستفادة منها. ولقد كانت أرضية السيق مبلطة ببلاطات حجرية جزء منها يمكن مشاهدته في مكانه الأصلي. وقد زُينت جوانب السيق بالمنحوتات النبطية ومعظمها منحوتات تمثل آلهة. وتوجد تماثيل الآلهة ومحاريبها قريبة جداً من هذه القنوات بل وملاصقة لها أحيانا، لاعتقاد الأنباط وإيمانهم الشديد بأن المياه مقدسة.

يمكن أيضا مشاهدة مجموعة من المنحوتات على الجانب الأيسر من السيق تُعرف باسم «أصنام سابينوس»، وقد سُمّيت هذه المجموعة بهذا الاسم لوجود نقش باليونانية تحت الحنية الثانية على يسار الزائر وهو متجه لآخر السيق. يشير النقش إلى أن سابينوس ابن الإسكندر المقدوني، والذي جاء من درعا، أمر بنحت هذه الحنيات أو المحاريب تمجيداً للآلهة النبطية. ومن المنحوتات المهمة أيضا بقايا منحوتات لجمال ورجل تمثل قافلة تجارية، حيث اشتهر الأنباط بالتجارة، وكانت أحد أسباب ثرائهم الكبير والواسع .


-اضغط هنا للوصول الى الموقع الجغرافي للمدينة الوردية :(البتراء )

-اقرا المزيد عن :محمية ضانا

السابق
جامعة فيلادلفيا
التالي
وادي رم : (وادي القمر)