أماكن سياحيه

سوق الحميدية.. قلب دمشق النابض

دمشق

سوق الحميدية، ليش مجرد سوق تقليدي، بل هو متحف مفتوح يعكس تاريخ دمشق العريق وحضارتها المتنوعة، ويقع هذا السوق الشاسع في قلب المدينة القديمة ويمتد على مسافة تقارب الميلين، محاطًا بالعديد من المساجد والأبنية التاريخية، كما وصفه الباحثون بأنه درة الأسواق وأجملها، وهو مغطى بالكامل بسقف من الحديد مليء بالثقوب الصغيرة التي تنفذ منها الشمس أثناء النهار، أمّا أرضه فمبلطة بحجر البازلت الأسود.

تاريخ عريق وحضارة مزدهرة

يعود تاريخ سوق الحميدية إلى عهد العثمانيين، حيث بدأ إنشاؤه في القرن الثامن عشر الميلادي وسمي بهذا الاسم نسبة إلى السلطان العثماني عبد الحميد الأول، الذي قام بتوسيعه وتطويره، ويعتبر السوق شاهدًا على ازدهار الحركة الصناعية والتجارية قديمًا، حيث كان ملتقى للتجار والحرفيين من مختلف أنحاء العالم، كما تباع فيه الكثير من المصنوعات النحاسية القديمة واللوحات المنقوشة بخط اليد، والأقمشة بتنوعها من الحريرية إلى القطنية.

سُقف السوق بالحديد والتوتياء في عهد رئيس بلدية دمشق محمد فوزي باشا العظم عام 1900 وذلك بعد اندلاع حريق كبير فيه أدى إلى انهيار السقف الخشبي، ويتفرع عن السوق أيضًا عدة أسواق صغيرة مثل سوق البورص في الجانب الشمالي والذي يختص بأعمال الصرافة، وسوق الحرير وسوق الخياطين وسوق الأروام.

تاريخ دمشق

اقرأ أيضًا: محافظة دمشق

كنوز الحرف اليدوية والتراث

يتميز سوق الحميدية بتنوع البضائع والحرف اليدوية التي يعرضها، بدءًا من الأقمشة الحريرية المطرزة والنحاسيات والفضيات، وصولًا إلى الخشب المنحوت والجلود المدبوغة، كما يشتهر السوق بتقديم المأكولات التقليدية والمشروبات الشعبية، مما يجعله وجهة مثالية لعشاق الطعام والتراث.

كما يشتهر ببيع الأرابيسك وكافة أنواع الألبسة القماشية الجاهزة وأدوات الزينة، والأحذية والمفروشات والسجاد والذهب.

حرف سوق الحميدية

موقع استراتيجي وأهمية سياحية

يقع سوق الحميدية في مكان استراتيجي بالقرب من قلعة دمشق والجامع الأموي، مما يجعله نقطة جذب رئيسية للسياح ويعتبر السوق مقصدًا سياحيًا مميزًا لعدة أسباب:

  • العمارة الإسلامية: تتميز عمارة السوق بالطراز الإسلامي الأصيل، مع الأسقف المرتفعة والأقواس الحجرية والزخارف المعقدة.
  • الحياة اليومية: يقدم السوق لمحة عن الحياة اليومية في دمشق القديمة، حيث يمكن للسائح أن يشاهد الحرفيين وهم ينقشون على النحاس والخشب بكل مهارة وإتقان.
  • التنوع الثقافي: يعكس السوق التنوع الثقافي لسوريا حيق يلتقي فيه الشرق بالغرب.
  • التسوق: يعتبر السوق مكانًا مثاليًا للتسوق وشراء الهدايا التذكارية الفريدة.

كما يحاط سوق الحميدية أيضًا بتشكيلة غنية من المعالم التاريخية والأثرية التي تعكس عراقة المدينة وحضارتها المتنوعة، ويمتد السوق من ساحة المسكية عند الباب الغربي للجامع الأموي الذي يعد من أقدم المساجد في العالم، وصولًا إلى جادة السنجقدار غربًا، وعلى جانبي السوق تتوزع العديد من الأسواق المتخصصة مثل سوق الحرير وسوق السروجية وسوق الصاغة، مما يضفي على المنطقة حيوية تجارية فريدة.

كما يحاذي سوق الحميدية العديد من الأسواق والتي يقول المؤرخون أنها تتجاوز ال 21 سوق ولعل أهمها:

  • سوق مدحت باشا: وهي سوق طويلة مسقوفة مثل سوق الحميدية، بناها الوالي العثماني مدحت باشا.
  • سوق البزورية: يباع فيها كل مايتعلق بالحبوب والأغذية والبذور والزيوت، إضافة إلى السمنة العربية والبهارات.

ولا يقتصر جمال سوق الحميدية على مابداخله فحسل بل يمتد إلى محيطه الخارجي، فمن جهة الشمال يطل السوق على قلعة دمشق التي تعد شاهدًا على تاريخ المدينة العسكري، ومن جهة الجنوب يرتبط بالجامع الأموي الذي يعد قلب دمشق الديني، كما يحيط بالسوق العديد من الخانات والحمامات التاريخية التي كانت تستخدم قديمًا لاستقبال التجار والمسافرين.

تفرعات سوق الحميدية

أبرز معالم سوق الحميدية

يزخر سوق الحميدية بالمعالم والأماكن التي تجذب الزوار من كل حدب وصوب، فمن أبرز معالمه أعمدة معبد جوبيتر الدمشقي التي تعود للعصر الروماني والشاهدة على عراقة المدينة، بالإضافة إلى المكتبة العربية ودار نشر أحمد عبيد التي كانت صرحًا ثقافيًا بارزًا، أما بالنبسة لأهم محلاته فلا يمكننا أن ننسى بوظة بكداش، الذي يعد أقدم محل بوظة في دمشق كما يعد من أبرز معالم السوق، حيث تأسس عام 1885 تقريبا وحافظ على شهرته حتى يومنا هذا رغم كل التغيرات التي مرت بها المدينة، فإذا أردت زيارة دمشق لا تفوت فرصة تجربة بوظة بكداش.

محيط سوق الحميدية

ختامًا، يمكننا القول أن سوق الحميدية أكثر من مجرد سوق، بل هو رمز للتاريخ والحضارة، كما إنه وجهة سياحية لابد من التعرف عليها وزيارتها والاستمتاع بجوها الرائع.

السابق
بوبي2
التالي
محافظة الجيزة