تقع محافظة الرقة السورية في شمال شرق سوريا على الضفة الشمالية لنهر الفرات، وهي ثالث أكبر محافظة سورية وتمتد أراضيها إلى الحدود التركية، وكان لها معبر حدودي مع تركيا عبر مدينة تل أبيض، وللتعرف أكثر عن محافظة الرقة يمكن الاطلاع على المقال التالي.
Contents
تاريخ محافظة الرقة
يعود تاريخ محافظة الرقة إلى العصور القديمة حيث كانت تعتبر جزءًا من مملكة ماري في الألفية الثانية قبل الميلاد، وفي العصور الكلاسيكية كانت المحافظة تحت سيطرة الامبراطورية الرومانية والبيزنطية، ولعبت المحافظة دورًا مهمًا في علاقات الدولة البيزنطية مع الامبراطورية الساسانسة والحروب التي دارت بينهما.
فتح العرب المسلمون المدينة عام 18 هجري وحظيت باهتمام الخلفاء الراشدين، حيث كانت مركزًا لتموين الجيوش الأموية الذاهبة إلى العراق واتخذ فيها الخليفة هشام بن عبد الملك قصرين لسكناه، وفي القرون الوسطى تم تأسيس مدينة الرقة كمركز للحكم العباسي وأصبحت مركز للدولة العباسية واهتم العباسيين بالمدينة نظرًا لوقوعها على تخوم الدولة الشمالية، وبنى فيها الخليفة المنصور مسجدًا جامعًا ماتزال آثاره قائمة حتى اليوم.
أما العصر الذهبي للرقة فكان في عهد هارون الرشيد، والذي قام بإعمارها وبناء الأسواق والقصور والحدائق وغيرها، فكان يطلق على الرقة في عهد هارون الرشيد بنهر الذهب.
وتعرضت محافظة الرقة في ظل الاحتلال العثماني إلى الكثير من التغيرات في السيطرة والادارة، حيث بدأ الاحتلال العثماني في القرن السادس عشر وتم تضمينها ضمن ولاية حلب، واستمر الاحتلال العثماني للرقة حتى إنتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918، وبعد انهيار الدولة العثمانية تم تقسيم المنطقة وتوزيعها بين القوى الكولونيالية، ودخلت فرنسا الرقة عام 1920 حيث قامت فرنسا بإنشاء إدارة مستقلة في الرقة وإدارتها كجزء من سوريا الفرنسية، ولم يرضى الشعب بالظلم الذي كان يتعرض له من الاحتلال الفرنسي وخرجوا في مظاهرات وقادوا الكثير من الثورات التي كانت نهايتها حصول سوريا على الاستقلال عام 1946م.
اقرأ أيضًا: محافظة حماة
سبب تسمية محافظة الرقة
سابقًا كان يطلق على محافظة الرقة اسم كالينيكوس وذلك نسبة إلى مؤسسها سلوقس الأول، والبعض يعتقد أن هذا الاسم نسبة إلى فيلسوف يوناني اسمه كالينيكوس ودفن في الرقة، وعندما فتحها المسلمون في عام 639 م أطلقوا علها اسم الرقة أي الأرض المنبسطة.
اقرأ أيضًا: محافظة حلب
موقع محافظة الرقة وتضاريسها
تقع محافظة الرقة في الجزء الشمالي من سوريا تحدها تركيا من الشمال، ومحافظتا حمص وحماة من الجنوب، ومحافظتا دير الزور والحسكة من الشرق، وحلب من الغرب، وتبلغ مساحنها 19.61 ألف كم2، ويقدر عدد سكانها 910 ألف نسمة أي بنسبة 4.4% من إجمالي عدد سكان سوريا، وتتميز المحافظة بتضاريسها المتنوعة وطبيعتها الجغرافية الفريدة، وتشكل تضاريسها 4 مناطق جغرافية رئيسية وهي:
- الأنهار والبحيرات: تتواجد عدة أنهار في المحافظة بما في ذلك نهر الفرات الذي يعد أحد أهم الأنهار في المنطقة، يمتد نهر الفرات على طول الحدود الشمالية للمحافظة ويوفر مصدرًا مهمًا للمياه العذبة، بالإضافة إلى نهر البليخ الذي ينبع من قرية عين العروس الواقعة على مسافة 3 كم جنوب مدينة تل أبيض في محافظة الرقة، يبلغ طوله 110 كم ويصب في نهر الفرات، وأُقيم عليه جسران في قرية رقة سمره وتبلغ غزارته 6 م مكعب، كما يوجد بالقرب منه طاحونة أثرية وكذلك مقام النبي إبراهيم الخليل، وتبرز بحيرة الأسد من بين أهم البحيرات في المحافظة وهي بحيرة اصطناعية يبلغ طولها 80 كم وعرضها 8 كم، ويُستفاد منها في مجال الري والزراعة، كما يوجد على ضفتها محطة كهرومائية لتوليد الطاقة الكهربائية باستطاعة عالية، وأُنشئت على البحيرة مدينة الثورة أو ماتسمى بمدينة الطبقة.
- السهول والوديان: تتميز محافظة الرقة بوجود سهول واسعة تمتد على طول النهر وتوفر أراضي زراعية خصبة، ومن أهم هذه الأودية وادي الحمر والفيض ووادي قرة موخ.
- الجبال والتلال: تحتوي محافظة الرقة على سلسلة جبال الجزيرة في الجزء الشمالي الشرقي من المحافظة، وترتفع هذه الجبال إلى ارتفاعات متوسطة وتوفر مناظرًا خلابة وفرصًا لممارسة الرياضة الجبلية والتسلق، ومن أهم جبال الرقة جبل الحوار المحاذي لنهر الفرات من الجهة اليمنى وقد أخد هذا الاسم من نوع صخوره الحوارية وعلى بعد 10 كم شرق الرقى يتوضع في هذا الجبل كهف عملاق فيه ماء بارد جدًا ويقدر طوله ب 20 كم، أما بالنسبة للهضاب فتعد هضبة المناخر البركانية من أهمها والتي تقع في الجهة الشمالية من بلدة الكرامة على بعد 30 كم شرقي الرقة وترتفع أكثر من 400 م عن سطح البحر، يقول المحللون أن سبب تسمية الهضبة البركانية باسم “المناخر” كونها تشبه منخار الإنسان وغيرهم يقول أن الكتلة الصخرية منخورة.
- الصحراء: تشتهر محافظة الرقة بوجود مناطق صحراورية واسعة في الجزء الجنوبي منها.
اقرأ أيضًا: محافظة إدلب
أهم المعالم الأثرية في محافظة الحسكة
- قصر البنات: يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الرقة ويعرف باسم قصر العباسين، يبعد القصر نحو 400 متر شمال باب بغداد شرق المدينة، يبلغ مساحة القصر ثلاثة آلاف متر مربع ويتألف من باحة مركزية مربعة الشكل تطل عليها أربعة أواوين، يحتوي القصر أيضًا على غرف إجتماعات ومخابر دراسية تعود للطلاب، ومن الجنوب يفتح على مدخل رئيسي مرتفع يقابلة في أقصى الشمال صالة خلفها حجرة وإلى جانيها حجرتان، ويمتد القصر شرقًا وغربًا لمسافة تحت الشوارع القائمة.
- باب بغداد: يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية على السور الخارجي للمدينة، سمي باسم باب بغداد كونه يطل على مدينة بغداد من جهة الشرق، مصنوع من حجر الأجر ويتميز بطابع فني جميل، عرض واجهته 7 م وارتفاع 5 م وفتحة الباب بارتفاع 2.5 م، كما يعلوها قنطرة ذات قوس مكسور.
- متحف الرقة: مبنى أثري يتألف من طابقين يحوي على مكتشفات مهمة من جميع أرجاء المحافظة، حيث يوجد عند مدخل المتحف لوحة فسيفساء جميلة تعود إلى القرن الخامس عشر، وزين البهو بلوحات فوتوغرافية لأهم المواقع الأثرية في المحافظة، كما خُصص جناح للآثار القديمة وآخر للآثار من العصور الرومانية والبيزنطية وجناح للفن الحديث، أما الطابق الثاني فقد خُصص للعصور العربية الإسلامية وفيه قسم يتعلق بالتقاليد الشعبية في المحافظة، وعُرضت فيه خيمة بدوية مع أثاث وأدوات وتمثالين لبدو.
- قلعة جعبر: وهي إحدى المعالم التاريخية البارزة في محافظة الرقة وتقع على بعد حوالي 40 كيلومتر غرب مدينة الرقة ويعتقد أن تاريخ بنائها يعود إلى الثاني عشر الميلادي ويُنسب اسم جعبر إلى أحد القادة العسكريين الذين كانوا يحكمون المنطقة في تلك الفترة وللتعرف أكثر على القلعة يمكن الانتقال إلى الرابط التالي “من هنا“
اقرأ أيضًا: محافظة طرطوس
التقسيمات الإدارية في محافظة الرقة
تُقسم محافظة الرقة إداريًا إلى ثلاثة مناطق رئيسية وهي:
- منطقة الرقة: تتبع لها نواحي السبخة والكرامة ومعدان.
- منطقة الثورة: تتبع لها نواحي الجرنية والمنصورة.
- منطقة تل أبيض: وتتبع لها نواحي سلوك وعين عيسى.
وتضم هذه المناطق 3 مدن و7 بلدات و29 بلدية.