تعتبر محافظة إدلب إحدى المحافظات السورية الأربعة عشر، وتقع بين خطي عرض 35.10 جنوبًا و 36.15 شمالًا، وخطي طول 36.10 غربًا و37.15 شرقًا، وتقع إدلب في الجهة الشمالية من سوريا محاذية للحدود التركية وتسمى بإدلب الخضراء، وذلك بسبب وفرة أشجار الزيتون فيها.
Contents
تاريخ محافظة إدلب
تعاقبت على أرض إدلب العديد من الحضارات منذ الألف الثالث قبل الميلاد، مثل الابلانية والآرامية والآشورية والحيثية والرومانية والبيزنطية، حيث كانت إدلب قرية صغيرة تدعى على الأرجح (واي لب)، وتتألف من قسمين إدلب الكبرى الواقعة شمال طريق معرة مصرين الحالي وهي قرية “دارسة”، وإدلب الصغرى إلى الجنوب من الأولى على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات وهي العامرة اليوم.
وفي أوائل القرن العشرين عانت إدلب كغيرها من المدن السورية بسبب الحرب العالمية الأولى، كما تدمرت وسيق رجالها إلى التجنيد الإجباري وصودرت أرزاقهم، وعانت أيضًا من الإحتلال الفرنسي حيث اتخذها إبراهيم هنانو معقلًا لثورته ضد فرنسا، فقصفتها قوات الاحتلال بالمدفعية عام 1920 وشُرد الآف الأهالي بعيدًا عن منازلهم، ولكنهم لم يرضخو للظلم وعادوا إليها ثائرين، فاحتلو دار الحكومة وبقيت المدينة تقاوم الاحتلال حتى رحيلها عام 1945م.
اقرأ أيضًا: محافظة السويداء
تضاريس محافظة إدلب وجغرافيتها
تقع محافظة إدلب على البوابة الشمالية لسوريا التي تطل منها على تركيا وأورويا، وتعتبر من المحافظات الحديثة المحدثة في تاريخ الجمهورية العربية المتحدة، وتقدر مساحتها حوالي 6100 كم2 ويحدها من الشمال لواء اسكندرون وتركيا بطول 129 كم ومن الشرق محافظة حلب بطول 159 كم ومحافظة حماة من الجنوب بطول 158 كم وغربا اللاذقية بطول 29 طم
وتشمل تضاريس المحافظة العديد من الجبال والهضاب والسهول ومن أهم جبالها:
- جبل الزاوية: وهو سلسلة جبلية يبدأ بجبل الأربعين في الشمال وينتهي بجبل شحشبو في الجنوب، موجود في الجزء الشمالي من جبال الكتلة الجبلية الكلسية في شمال غرب سوريا يتألف من كتلتين يفصل بينهما وادي ارتفاعه المتوسط 750م، وأعلى قممه قمة النبي أيوب البركاني 940م، ومن مدن جبل الزاوية مدينة معرة النعمان التي تتميز بمناخ لطيف واستراتيجي، وينحدر الجبل بلطف نحو الشرق وتتناوب فيه القمم والحفر الكارستية والأودية القليلة العمق.
- جبال حارم: تقع جبال حارم في شمالي المحافظة وتتألف من نجود كاملة متتالية طولانية تشاطر الحافة الشرقية لوادي العاصي، ويسايرها غورا سردين والروج، وأول تلك الجبال جبل باريشا بارتفاع 600 متر.
أما بالنسبة لهضابها فتعد هضبة القصير أهمها والتي تقع شمال غربي المحافظة، حجارتها كلسية ويشرطها صدع كبير وتؤلف تلالًا وجبالًا منخفضة ارتفاعها المتوسط 800م، ينحدر منها عدد كبير من الأودية المنتهية إلى نهر العاصي.
وتؤلف سهول محافظة إدلب الطرف الغربي لنهوض حلب بين جبل الزاوية وهضبة حماة، وتقسم إلى سهول إدلب الشمالية ويوجد في طرفها مستنقع المطخ وارتفاعها 300م، وهي من أكثر السهول خصوبة وسكانًا ونشاطًا زراعيًا وسهول إدلب الجنوبية وهي ذات تضاريس لطيفة التموج يغطي قسم منها صخور بركانية.
اقرأ أيضًا: محافظة حلب
أهم المعالم الأثرية في محافظة إدلب
تضم محافظة إدلب ثلث مافي سوريا من معالم وأوابد أثرية، وذلك لأنها كانت قديمًا ملتقى القوافل التجارية القادمة من أنطاكيا فأفاميا وحلب وأفس وسهل العمق، حيث تضم المحافظة أكثر من 760 معلم أثري وفيما يلي نذكر بعضًا منهم:
- مملكة إبلا: مدينة أثرية قديمة تعود للقرن الثالث قبل الميلاد في شمال غرب سورية، تم اكتشافها من قبل بعثة إيطالية من جامعة روما كانت تتولى التنقيب في موقع تل مرديخ قرب بلدة سراقب في محافظة إدلب عام 1964، وبقيت هذه المملكة مجهولة إلى عام 1968 عندما عُثر على جزء تمثال من الحجر البازلتي يحمل نقش أكاديًا مؤلفا من 26 سطرًا، وبذكر اسم إيبلا مرتين في النقش تم التأكد أن تل مريخ يضم مملكة إيبلا، ورافقت حضارتها حضارتي بلاد الرافدين والفراعنة وكانت مركزًا تجاريًا مهمًا للدول المجاورة، وتعود المحفوظات الملكية فيها إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد وتعد مكتبة القصر الملكي في إيبلا أهم وأقدم مكتبة في العالم حيث تحوي على أقدم القواميس والموسوعات في العالم، ونصوصها مكتوبة بالخط المسماري وبلغة جديدة وهي لغة خاصة بإبلا، كما وجد الباحثون أن سجلات المكتبة تحتوي على مواضيع سياسية وثقافية اقتصادية وعلمية ومعلومات عن مدن وشخصيات، باﻹضافة إلى فهارس لتعليم اللغة السومرية الأكادية ومعاجم وبذلك يكون أقدم قاموس عثر عليه في إبلا، كما اكتشف فيها قصيدة تعود إلى عام 2400 ق.م.
- مدينة حارم: هي مدينة ذات ينابيع عذبة وبساتين خضراء ولا تزال معالمها الأثرية وقلعتها الأثرية التي تتوسط البلدة شاهدة على عراقة هذه المدينة، حيث يعود تاريخ المدينة إلى الألف الأول قبل الميلاد كما لقبت بدمشق الصغرى من قبل القاضي ابن شداد مرافق صلاح الدين الأيوبي، وذلك لغزارة مياه الينابيع فيها وخصوصًا نبع القلعة، ومعنى حارم في اللغة السريانية والآرامية هي الأرض الحرام تشتهر بينابيعها العذبة الصافية التي تنبع من سفوح الجبال وأحدهم ينبع من أسفل القلعة، ويروي جميع أراضي حارم، ومساحة القلعة 6 هكتارات وارتفاعها 70 متر يحيط بها من الشمال الشرقي خندق كبير طوله 25 متر وعرضه 8 أمتار، وأبرز ما يميز القلعة سوقها الأثري وسط المدينة وبجواره يوجد الجامع الكبير وسجن حارم والحمام العتيق، وفيها أيضًا أبراج مراقبة وغرف حراسة لرماة السهام وسراديب سرية.
- البارة: قرية أثرية في محافظة إدلب تتبع لمنطقة أريحا تعود إلى الفترة الرومانية، حيث أطلق عليها الرومان اسم كابرو بيرا، ويوجد فيها العديد من الأثار التي تعود لحقب زمنية مختلفة منها دير سوباط أحد البيوت الحجرية التي لاتزل قائمة حتى الآن، وبعض الأقبية القديمة التي تحوي على معاصر للزيتون وللخمور، كما تضم ثلاث كنائس تعكس أهمية المدينة الدينية وأيضًا أضرحة ضخمة تتألف من قاعدة مكعبة الشكل مرصوفة بالحجارة يعلوها هرم رباعي، وتعود هذه الأبنية إلى القرن الخامس الميلادي.
اقرأ أيضًا: محافظة حماة
التقسيمات الإدارية في محافظة إدلب
تقسم محافظة إدلب إلى خمس مناطق إدارية هي:
- منطقة إدلب: 1504.6 كم2.
- منطقة أريحا: 581.9 كم2.
- منطقة معرة النعمان: 2021.97 كم2.
- منطقة جسر الشغور: 811.55 كم2.
- منطقة حارم: 811.55 كم2.