بوابة سوريا

قلعة حلب

اثار محافظة حلب

تعتبر قلعة حلب من أبرز المعالم التاريخية والحضارية في العالم العربي، حيث تقع في قلب مدينة حلب شمال سوريا وتتربع على تل مرتفع يطل على مدينة حلب القديمة، وجعلها موقعها الاستراتيجي هدفًا للعديد من الحضارات والشعوب على مر العصور، كما تبعد القلعة حوالي 310 كيلومترًا عن العاصمة السورية دمشق.

تاريخ قلعة حلب

يمتد تاريخ قلعة حلب إلى آلاف السنين، حيث شهدت بناء وتوسعت على يد العديد من الحضارات والشعوب.

يعود تاريخ الاستيطان على تل قلعة حلب إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث كانت تلًا استراتيجيًا يطل على المدينة، وشهدت القلعة في العصور القديمة تطورات على يد الحثيين والآراميين، بعدها استولت الإمبراطوريات الهلنستية والرومانية على المنطقة وقامت بتوسعة القلعة وتحويلها إلى حصن قوي، أما البيزنطيون قد أضافو إلى القلعة العديد من التحصينات والمعابد مما جعلها حصينة وقوية.

ومع الفتح الإسلامي للمنطقة أصبحت القلعة تحت الحكم الإسلامي، وشهدت تطورات كبيرة على يد الحكام العرب مثل الحمدانيين والأيوبيين والمماليك، حيث قام الأيوبيين ببناء العديد من الأجزاء الحالية للقلعة مثل السور والمسجد والقصور، وفيما بعد استولت الدولة العثمانية على حلب والقلعة وقامت بتعزيز تحصيناتها.

وفي عام 2000 أجرت مؤسسة آغا خان للثقافة بالتعاون مع الجمعية الأثرية في حلب عمليات حفظ واسعة للقلعة.

تاريخ قلعة حلب

اقرأ أيضًا: تدمر … جوهرة الصحراء السورية

اقرأ أيضًا: قلعة حلب

أهم معالم قلعة حلب

تضم قلعة حلب العديد من الأبراج والأقواس والأروقة والقاعات والتي تعكس تطور العمارة على مر العصور، ومن أبرز معالم ومكونات القلعة هي:

  • البوابة الرئيسية: يعود تاريخ بناء البوابة الرئيسية إلى العصر الأيوبي والمملوكي، حيث قام الحكام الأيوبيون والمماليك بتوسعة القلعة وتعزيز تحصيناتها وشيدوا هذه البوابة بوصفها المدخل الرئيسي للقلعة، وتتكون البوابة من عدة أقواس وأعمدة وتزينها نقوش وزخارف إسلامية رائعة تعكس المهارة الفنية العالية للحرفيين.
  • الأبراج: غالبًا ماكانت تستخدم الأبراج لمراقبة المناطق المحيطة بالقلعة ورصد أي تحركات معادية، وأضفت هذه الأبراج على قلعة حلب تنوعًا معماريًا فريدًا، وجعلتها أكثر جمالية وقوة، وتتنوع الأبراج في القلعة فمنها الدائرية وهي الأكثر شيوعًا والمربعة والتي كانت تستخدم عادةً في الزوايا الخارجية للسور، بالإضافة إلى الأبراج الشبه دائرية وهي مزيج بين الشكل الدائري والمربع، ومن أبرز الأبراج في قلعة حلب:
    • برج المدخل المتقدم.
    • برج السور الشمالي.
    • برج السفح الشمالي.
    • برج السفح الجنوبي.
مدخل القلعة
  • السور: يعود تاريخ بناء سور قلعة حلب إلى العصور القديمة، حيث قامت العديد من الحضارات والشعوب بتعزيزه وتقويته، كما يتميز سور القلعة بطوله وقوته حيث يبلغ طوله عدة مئات من الأمتار وارتفاعه عدة أمتار؛ وبنى السور من الحجر الصلب مما يجعله قادرًا على تحمل الصدمات، ويتخلله العديد من أبراج المراقبة والدفاع، بالإضافة إلى العديد من البوابات.
  • القاعات: تحتوي قلعة حلب على مجموعة متنوعة من القاعات التي كانت تستخدم للسكن والاستقبال والمهرجانات والاجتماعات، ومن أشهر قاعات قلعة حلب:
    • قاعة العرش: وهي مكان اجتماع الحاكم واتخاذ القرارات.
    • القاعة البيزنطية: وتتميز هذه القاعة بفسيفسائها الرائع الذي يعود إلى العصر البيزنطي.
    • قاعة الأسلحة: والتي كانت تستخدم لتخرين الأسلحة والعتاد الحربي.
    • قاعة الاستقبال: واستخدمت هذه القاعة لاستقبال الضيوف والشخصيات الهامة.
  • السراديب: وهي شبكة معقدة من الأنفاق والممرات السرية تحت الأرض، حيث كانت تلعب دورًا حيويًا في حياة القلعة ودفاعها، كما كانت هذه السراديب تستخدم كممرات سرية لتسهيل حركة الجنود، وكذلك لتخزين المؤن والمياه والعتاد الحربي لحمايتها من التلف والتدمير، بالإضافة إلى توفيرها مخرجًا آمنًا للسكان في حالات الحصار.
  • المساجد والكنائس: تضم قلعة حلب مجموعة من المعالم الدينية المميزة، بما في ذلك المساجد والكنائس، مثل مسجد القلعة الذي يقع داخل أسوار القلعة، ويتميز بتصميمه المعماري الجميل وزخرفته التقليدية، يُستخدم المسجد لأداء الصلوات وقد كان مركزًا للتعليم الديني وأيضًا مسجد العتيق هو أحد أقدم المساجد في القلعة، ويتميز بعمارته الفريدة التي تعكس فن العمارة الإسلامية أما الكنائس فأهمها كنيسة القديس جورج التي تعود للقرون الوسطى، وقد تمثل جزءًا من التاريخ المسيحي في المنطقة. وكنيسة السيدة العذراء التي تقع بالقرب من أحد مداخل القلعة.
  • الآبار والصهاريج: تحتوي القلعة على عدة آبار عميقة تم حفرها في الصخور لتوفير المياه العذبة. كانت هذه الآبار تستخدم لتخزين المياه الجوفية، بالإضافة إلى الصهاريج التي كانت تستخدم لتجميع مياه الأمطار والمياه المتدفقة من الينابيع، وكانت الصهاريج مبنية من الحجر ومبطنة بمواد تمنع تسرب المياه، مما ساعد في الحفاظ على المياه لفترات طويلة.
معالم القلعة الأثرية

  في الختام يمكننا القول أن قلعة حلب هي رمز للهوية السورية، وشاهدة على تاريخها العريق، كما أنها تعدّ موقعًا أثريًا عالميًا، يجذب السياح من جميع أنحاء العالم، وللقلعة أهمية تاريخية وحضارية كبيرة، فهي تحمل في طياتها قصصًا وحكايات عن الحضارات التي تعاقبت على المنطقة.

السابق
بصرى الشام … لؤلؤة الجنوب السوري
التالي
قلعة الحصن.. رمز القوة التاريخية في سوريا