يعتبر الجامع الأموي أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في العالم الإسلامي، حيث يعد رابع أشهر مسجد بعد حرمي مكة والمدينة والمسجد الأقصى، كما يعد واحدًا من أفخم المساجد الإسلامية وواحد من عجائب الاسلام السبعة في العالم، كما أنه ليس مجرد مسجد بل هو تحفة فنية معمارية تعكس تاريخًا عريقًا وحضارة مزدهرة، ويقع هذا الصرح الإسلامي العظيم في قلب مدينة دمشق القديمة عاصمة سوريا، ويشهد على تلاحم الثقافات والأديان عبر العصور.
Contents
موقع الجامع الأموي
يقع الجامع الأموي في قلب مدينة دمشق القديمة، ويحاط بأسواق وحارات تاريخية تعكس جمال المدينة العريق، ويحد الجامع من الغرب سوق الحميدية وهو سوق تاريخي يضم العديد من المحلات التجارية والحرفيين، كما ويحده من الجنوب حي البزورية وهو حي شعبي يشتهر بأسواقه التقليدية، بالإضافة إلى ذلك تقع المدرسة العزيزية بالقرب من الجامع وهي مدرسة تاريخية يعود تاريخها إلى العصر الأيوبي، وكذلك ضريح صلاح الدين الأيوبي.
ويمكن الوصول إلى الجامع بسيارة خاصة أو بسيارات أجرة، ولكن الوصول إلى وسط المدينة قد يكون صعبًا بسبب الازدحام المروري، ويمكن كذلك الوصول إليه سيرًا على الأقدام من العديد من المناطق في دمشق القديمة.
اقرأ أيضًا: معلولا… لؤلؤة آرامية شامخة بين الجبال
تاريخ الجامع الأموي
يعود تاريخ بناء الجامع الأموي إلى القرن الثامن الميلادي، فقبل أن يصبح مسجدًا كان الموقع الذي يقع عليه الجامع الأموي معبدًا للإله الآرامي “هدد” إله الخصب والرعد والمطر، ويعود تاريخ هذا المعبد إلى حوالي 1200 سنة قبل الميلاد، وكان حينها يتألف من سور وغرفة صغيرة للعبادة، وبقي حجر واحد من هذا المعبد الآرامي ويعود لحكم الملك الملقب ب حازائيل ومن الجدير بالذكر أن هذا الحجر يعرض حاليًا في متحف دمشق الوطني.
بعدها وحين غزا الرومان مدينة دمشق عام 64 م قاموا ببناء معبد كبير ومذهل تكريمًا للإله جوبيتير، وقد كان مركزًا للعبادة الرومانية في المنطقة، كما اتسم المعبد الروماني بالعمارة الرومانية الكلاسيكية، حيث استخدمت الأعمدة الضخمة والأقواس والقباب في بنائه وكان ذلك تحت إشراف المهندس المعماري أبو لودوروس الدمشقي الذي حافظ على معظم التصاميم الأصلية، باستثناء قيامه بزيادة حجم المبنى وإقامة غرفة داخلية في وسط الفناء، كما كان هناك ٤ أبراج في كل زاوية من زوايا الفناء والتي استخدمت لتقديم الأضاحي تماشيًا مع طقوسهم حينها.
وفي بداية القرن الرابع الميلادي ذاع صيت المعبد واشتهر كثيرًا بفضل حجمه وجماله، كما تم فصله عن المدينة بمجموعتين من الجدران حيث كان الجدار الأول الأكبر حجمًا يمتد على مساحة واسعة شملت كل السوق والجدار الثاني فقد كان يحيط بحرم معبد جوبيتير.
ومع سيطرة الإمبراطورية البيزنطية على المنطقة تم تحويل المعبد الروماني إلى كنيسة مخصصة ليوحنا المعمدان، حيث أجريت العديد من التعديلات على المعبد الروماني لتحويله إلى كنيسة شملت إضافة القباب والزخارف المسيحية، كما أضاف البيزنطيون القباب إلى الكنيسة مما أعطاها طابعًا معماريًا مختلفًا عن المعبد الروماني، وزينوا جدران وقباب الكنيسة بفسيفساء ملونة تصور مشاهد دينية وأشكال هندسية، وأضافوا العديد من الزخارف المسيحية مثل الصليب والرموز الدينية الأخرى، وقد تم ذلك في القرن الرابع الميلادي أي بعد انتشار المسيحية في الإمبراطورية الرومانية وتبنيها كدين رسمي للدولة.
بعدها وعندما فتح المسلمون دمشق عام 635م لم يتم تحويل الكنيسة بالكامل إلى مسجد على الفور بل تم تقسيمها بين المسلمين والمسيحيين، حيث خصص الجزء الشرقي منها للمسلمين للصلاة بينما استمر المسيحيون في استخدام الجزء الغربي للعبادة، لاحقًا وفي بداية القرن الثامن الميلادي في عام 705 ميلادي أمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك الذي شهد عهده أكبر عملية توسعة وإعادة بناء للجامع، بهدم الجزء المتبقي من الكنيسة وبناء مسجد كبير على الطراز الإسلامي في مكانه، ليصبح بذلك أحد أضخم المساجد في العالم الإسلامي.
حيث أضيف المحراب إلى المسجد وتم بناء منبر خشبي وساحات وأروقة واسعة حول المسجد لتوفير مساحة للصلاة والاجتماعات، كما زُين المسجد بالزخارف الإسلامية مثل الخط العربي والنقوش النباتية والهندسية، وأُضيفت مئذنة إليه.
وقد استغرق بناء هذا الصرح الضخم عدة سنوات، وتم تزيينه بأفخم المواد والزخارف مما جعله تحفة فنية فريدة، حيث أراد الوليد بن عبد الملك بناء جامعٍ يفوق كل ما سبقه، فجمع أفضل الحرفيين من مختلف الحضارات لضمان تحقيق هذا الهدف، حيث أرسل إمبراطور بيزنطة مئة فنان يوناني للمشاركة في التزيين خاصة في مجال الفسيفساء والرخام، وقد ساهموا في إضفاء لمسة فنية فريدة على الجامع، كما يُعتقد أن الفُرس قدموا خبرات واسعة في مجال الهندسة المعمارية والزخرفة خاصة في مجال الجص والنقوش، وساهم الهنود أيضًا بمهاراتهم في مجال النجارة والخشب حيث استخدموا الخشب في العديد من الزخارف والتشكيلات داخل الجامع.
وذكر ابن الفقيه أن العمال وجدوا مغاور تعود للكنيسة البيزنطية أثناء البناء، وكانت هذه المغاور تحوي صندوق يوجد فيه رأس القديس يوحنا المعمدان حسب المعتقد المسيحي أو النبي يحيى بن ذكريا في الإسلام، فأمر الوليد بتركه على حاله وجعل عمودًا على المغاور كعلامة مميزة ثم وضع فوقه تابوت عليه اسم النبي يحيى.
اقرأ أيضًا: برج إسلام وصليب التركمان… رحلة إلى الجنة المنسية
الجامع الأموي في العصر الحديث
عندما سيطر العثمانيون على دمشق عام 1516م أصبح الجامع الأموي تحت رعايتهم، وعلى الرغم من أن العثمانيين ورثوا عن الأمويين والعباسيين صرحًا إسلاميًا عظيمًا إلا أنهم قاموا بإجراء العديد من الإصلاحات والتجديدات التي أثرت على شكل الجامع ووظيفته، فأضاف العثمانيون مئذنة جديدة إلى الجامع وهي مئذنة قايتباي التي تتميز بطرازها المعماري المميز، كما استخدموا نظام الوقف للمواقع الدينية وذلك لربط السكان مع السلطة، وفي عام 1518م قام جانبيردي الغزالي الوالي العثماني لدمشق بعمليات إصلاح وتزيين للمسجد.
بعدها وفي عام 1894م اندلع حريق في المسجد أدى إلى تدمير معظم فسيفسائه وألواحه الرخامية كما تسبب في تدمير النسيج الداخلي لقاعة الصلاة وانهيار القبة الوسطى، فقام العثمانيون بإعادة تشييد المسجد كاملًا مع الاحتفاظ بالهيكل الأصلي.
كما شهد الجامع الأموي خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا (1920-1946) تحولات مهمة وأصبح رمزًا للمقاومة الوطنية، حيث تحول إلى ملجأ للمناضلين السوريين الذين كانوا يقاومون الاستعمار الفرنسي، وكانوا يعقدون فيه الاجتماعات السرية ويخططون للمظاهرات والعمليات الفدائية، ولم يجرؤ الفرنسيون على اقتحام الجامع واحترمه السوريون كرمز مقدس لا يمس.
اقرأ أيضًا: جزيرة أرواد… جوهرة البحر الأبيض المتوسط
أهم ما قيل عن الجامع الأموي
ذُكر الجامع الأموي في كتب ومؤرخات العديد من أعلام العرب والعالم ولعلهم الشيخ علي الطنطاوي الذي قال “لقد تشرفت فزرت آلافًا من المساجد، فما رأيت بعد المساجد الثلاثة التي ميّزها الله، وجعل الصلاة فيها أفضل بدرجات، مسجدًا هو أقدم قدمًا، وأفخم مظهرًا وأجمل عمارة وأحلى في العين منظرًا من الجامع الأموي في دمشق.”
أما الفرزدق فقد قال “أهل دمشق في بلدهم قصر من قصور الجنة”، وكذلك أحمد بن أبي الحواري الذي قال “ما ينبغي أن يكون أحد أشد شوقًا إلى الجنة من أهل دمشق لما يرون من حسن مسجدها. أما الخليفة المهدي العباسي فذكر عنه قوله هذا عن الجامع الأموي “يا أبا عبيد الله سبقنا بنو أمية بثلاث بهذا المسجد لا أعلم على وجه الأرض مثله.”
أما ابن جبير الرحالة الأندلسي الشهير فقد وصف الجامع الأموي بـ”جوهرة الإسلام” و”عجيبة الدنيا” وقد أعجب بجمال الزخارف والفسيفساء وخاصة تلك التي تصور صورًا من الحياة اليومية، ذكر ياقوت الحموي الجغرافي والمؤرخ العربي في كتابه “معجم البلدان” تفاصيل دقيقة عن أبعاد الجامع الأموي وقبابه وأروقته، وأشاد بجمال بنائه وفخامته، كما وصف ابن بطوطة الرحالة المغربي الجامع الأموي بأنه “أعجب ما رأيت من المساجد”، وأعجب بضخامة ساحته وجمال زخارفه.
بالإضافة إلى ذلك وصف المؤرخ فيليب حتى الفسيفساء والنقوش في الجامع بأنها “تمثل الصناعة الأهلية السورية وليس الفن اليوناني أو البيزنطي.”
اقرأ أيضًا: قلعة حلب
أقسام الجامع الأموي
تأخذ أرضية الجامع الأموي الشكل المستطيل وهي بقياس 97 متر عرض و156متر طول، ويتميز الجامع بتصميمه المعقد وتنوع أقسامه ومكوناته مما يجعله أحد أهم المعالم الإسلامية في العالم حيث يتكون من:
فناء وحرم الجامع الأموي
الفناء هو قلب الجامع وهو عبارة عن ساحة واسعة مكشوفة تحيط بها الأروقة والأعمدة وتقع في الجهة الشمالية من المسجد، وتستخدم هذه الساحة لأداء الصلاة جماعة في الأعياد والمناسبات الدينية كما تستخدم للتجمعات والاحتفالات، وتحيط بالأروقة ساحة الجامع وهي عبارة عن ممرات مغطاة بأقواس وأعمدة، حيث تستخدم الأروقة للجلوس والراحة والعبادة كما توفر الظل والحماية من الشمس والمطر، بالإضافة إلى ذلك تتوزع في الفناء العديد من النوافور التي تزين المكان وتوفر الماء للشرب والوضوء، ويفتح الفناء على عدة أبواب تؤدي إلى الجامع والأحياء المحيطة به، كما يوجد داخل الفناء عمودان ذوو رأس نحاسي مزخرف كانا يستعملان للإضاءة.
ويوجد داخل الفناء ثلاث منشآت وهي كالتالي:
- قبة الخزنة: هي عبارة عن مبنى مثمن الشكل يغطيه قبة مزخرفة بالفسيفساء ترتكز القبة على ثمانية أعمدة رومانية، تم بناؤها بأمر من والي دمشق الفضل بن صالح في عام 789م وذلك في العصر العباسي بعد فترة قصيرة من بناء الجامع الأموي، كما كانت القبة تستخدم في الأصل كخزانة لحفظ الأموال والمقتنيات الثمينة للجامع ومن هنا جاء اسمها، ثم تحولت فيما بعد إلى مكتبة حيث كانت تحوي مجموعة كبيرة من الكتب والمخطوطات القيمة.
- قبة الوضوء: تم بناء قبة الوضوء في العهد العباسي، وهي عبارة عن بناء مثمن الشكل يغطيه قبة مزخرفة وهي مبنية من الرخام وقائمة على أربعة أعمدة رخامية، وتعرضت القبة للانهيار نتيجة زلزال عام 1759م، وتم تجديدها في العهد العثماني بأمر من والي دمشق عثمان باشا الكرجي، كما كانت تستخدم في الأصل كنافورة لتوفير الماء للوضوء للمصلين، حيث كان يوجد في وسطها أنبوب نحاس يضخ الماء إلى الأعلى.
- قبة الساعات: تعود أصول القبة إلى العصر العباسي حيث بنيت في عهد الخليفة المهدي سنة 160 هـ، وكانت تسمى حينها “قبة يزيد”، وسميت بقبة الساعات نظرًا لوجود ساعات ميكانيكية فيها كانت تستخدم لتحديد الوقت، كما تعرضت للعديد من التجديدات على مر العصور أبرزها تجديد المعماري محمد الساعاتي بعد حريق شب في المسجد عام 1167م
- المحاريب: للجامع الأموي أربعة محاريب رئيسية كل منها يمثل مذهبًا فقهيًا مختلفًا:
- محراب الصحابة: يعتبر أقدم محراب في الجامع، ويقع في القسم الشرقي من جدار القبلة، كما ويرتبط هذا المحراب بمسجد الصحابة القديم الذي كان موجودًا قبل بناء الجامع الأموي.
- محراب المالكية: يقع هذا المحراب في أقصى الشرق من الجامع، وهو مخصص للمذهب المالكي.
- محراب الشافعية: يقع هذا المحراب بعد محراب المالكية مباشرة، وهو مخصص للمذهب الشافعي.
- محراب الحنابلة: يقع هذا المحراب في أقصى الغرب من الجامع، وهو مخصص للمذهب الحنبلي.
أما بالنسبة للحرم فيقع في الجهة الجنوبية من الفناء وهو الجزء المغطى من الجامع والمخصص للصلاة، حيث يتكون من ثلاث أروقة موازية لاتجاه الصلاة نحو مكة المكرمة، ويتميز الحرم بتصميمه المستطيل الشكل، كما يحتوي على صفوف من الأعمدة الكورنثية والأقواس التي تدعم سقفه، وكل من هذه الأروقة ينقسم إلى مستويين حيث يتألف المستوى الأول من أقواش نصف دائرية كبيرة في حين أن المستوى الثاني يتكون من أقواس مزدوجة، أما الأروقة الداخلية الثلاثة فتتقاطع وسط الحرم مع رواق كبير يوازي اتجاه القبلة.
واجهة الحرم
زُين الفناء وحرم الجامع الأموي بواجهة فخمة وتقع في الجهة الجنوبية من المسجد وتطل على الفناء الذي يضم 25 بابًا خشبيًا تنفتح مباشرة على الحرم، وتتألف الواجهة من ثلاثة أبواب مع قناطر نصف دائرية ترتكز على عضادتين يتوسطهما عمودان، وفوق الأبواب قوس كبير يحتوي ثلاث نزافذ، كما وضع على جانبي الواجهة برجين صغيرين يعلوهما قبتان صغيرتان من الرصاص فوقهما ثلاث تفاحات وهلال من النحاس.
قبة النسر
قبة النسر هي القبة الرئيسية في الجامع الأموي وتغطي الحرم الرئيسي للمسجد، كما سميت بهذا الاسم نسبة إلى شكلها الذي يشبه رأس النسر عندما تُرى من بعيد، وتتميز القبة بشكلها الكروي الضخم، كما أنها مبنية على قاعدة مثمنة الأضلاع، وتعود أصول قبة النسر إلى العصر الأموي حيث بنيت في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، تعرضت القبة للعديد من التجديدات على مر العصور أبرزها تجديد نظام الملك السلجوقي في القرن الحادي عشر، وتجديد صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر، واستخدمت في بنائها مواد عالية الجودة، مثل الحجر والخشب والرصاص.
المآذن والمشاهد
يحوي الجامع الأموي ثلاث مآذن وهي كالتالي:
- مئذنة عيسى: تقع مئذنة عيسى في الزاوية الجنوبية الشرقية من الجامع، ويعود تاريخ بنائها إلى العصر الأموي حيث بنيت في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك في القرن الأول الهجري، وتتميز المئذنة بشكلها المربع في القاعدة ثم تتحول إلى شكل مثمن في الأعلى، كما تعتبر من أطول مآذن الجامع الأموي وتبلغ ارتفاعها حوالي 77 مترًا، كما وتوجد العديد من الأساطير والحكايات الشعبية حول مئذنة عيسى منها أن النبي عيسى عليه السلام سينزل من السماء على هذه المئذنة في يوم القيامة.
- مئذنة العروس: تقع مئذنة العروس في منتصف الرواق الشمالي للجامع الأموي وتشرف على حي الكلاسة، ويعود تاريخ بنائها إلى العصر الأموي أيضًا، وتعرضت المئذنة للعديد من التجديدات على مر العصور أبرزها تجديد المملوكي في القرن الثامن الهجري، كما تتميز المئذنة بشكلها الأسطواني الرشيق وتنتهي بقبة صغيرة وتبلغ ارتفاعها حوالي 77 مترًا، كما ويقال إنها سميت بهذا الاسم بسبب كونها تضيء في الليل بأضواء الشموع والفوانيس مما يجعلها تبدو كعروس متألقة، ويرى البعض أن المئذنة سميت بالعروس نظرًا لارتفاعها وشموخها فهي تطل على المدينة بأكملها.
- مئذنة قايتباي: سميت المئذنة باسم قايتباي نسبة إلى السلطان المملوكي الذي قام بتجديدها وإعادة بنائها في القرن الخامس عشر الميلادي والذي أعطاها شكلها الحالي، وتتميز المئذنة بشكلها المثمن، وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء وهي القاعدة المربعة والجسم المثمن والقبة وبنيت من الحجر البازلتي والطوب، كما وتقع في الزاوية الجنوبية الغربية من الجامع الأموي.
أما بالنسبة للمشاهد فهي عبارة عن صالات واسعة وعددها أربعة تقع على يمين ويسار البابين الشرقي والغربي وهي كالتالي:
- مشهد أبي بكر الصديق: يقع هذا المشهد في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد، ويستعمل الآن كمتحف للجامع، ويحوي هذا المشهد قبرًا يُعتقد أنه لأبي بكر الصديق.
- مشهد عمر بن الخطاب: يقع هذا المشهد في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد، ويستعمل الآن كمقر لإدارة المسجد، ويحوي قبرًا يُعتقد أنه لعمر بن الخطاب.
- مشهد عثمان بن عفان: يقع هذا المشهد في الجهة الشمالية الغربية من المسجد، ويستعمل الآن كقاعة شرف لاستقبال كبار الضيوف، ويحوي هذا المشهد كذلك على قبر يُعتقد أنه لعثمان بن عفان.
- مشهد علي بن أبي طالب: يقع هذا المشهد في الزاوية الشمالية الشرقية من المسجد، ويحتوي على مزار ومقام رأس الإمام الحسين بن علي، وقد غلبت عليه تسمية مشهد الحسين.
أبوب الجامع الأموي
لطالما كانت أبواب المساجد رمزًا للدخول إلى عالم الروحانية والعبادة والجامع الأموي بدمشق ليس استثناءً، فلهذا الصرح الإسلامي العظيم أبواب تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا وتصاميم معمارية فريدة، واشتهر الجامع بعدة أبواب وهي:
- باب جيرون (أو باب النوفرة): يعتبر هذا الباب هو المدخل الرئيسي للجامع، وهو أقدم الأبواب وأكثرها شهرة، كما أنه مؤلف من ثلاث فتحات حيث يوجد في الوسط باب كبير وإلى جانبيه بابان صغيران.
- الباب المسدود: كان هذا الباب يقع خلف المحراب وكان يستخدم لدخول الخلفاء إلى الجامع ولكن تم سده لاحقًا.
- الباب القبلي: يقع هذا الباب في الجهة الجنوبية من الجامع ويتميز ببساطة تصميمه.
- باب العمارة: يقع هذا الباب في الجهة الشمالية من الجامع وسمي بهذا الاسم نسبة إلى حي العمارة المجاور.
- باب المحدث: يقع هذا الباب في الجهة الغربية من الجامع وكان يستخدم لدخول المحدثين والعلماء.
- باب البريد: يقع هذا الباب في الجهة الشمالية الغربية من الجامع وكان يستخدم لتوصيل البريد.
عندما تقف أمام واجهة الجامع الأموي تشعر وكأنك تسافر عبر الزمن، فالزخارف الإسلامية المعقدة والأعمدة الرخامية الشامخة تحكي قصة حضارة عريقة، حيث إنه مكان يجمع بين الماضي والحاضر وبين الروحانية والجمال، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها إلا أنه يظل صامدًا شامخًا شاهدًا على عظمة الحضارة الإسلامية، ومهما مرت الأيام والسنوات سيظل الجامع الأموي أيقونة دمشق ووجهة للمؤمنين والسياح على حد سواء.