بوابة سوريا

مغارة الضوايات: رحلة إلى عالم سحري في قلب الطبيعة

مغاور سوريا

تقع مغارة الضوايات في محافظة طرطوس، وتحديدًا في منطقة مشتى الحلو، وهي واحدة من أجمل المعالم الطبيعية في سوريا، وتمتاز هذه المغارة بتكويناتها الكلسية الساحرة وأعمدتها الصخرية التي تشكلت على مدار آلاف السنين بفعل التفاعلات الجيولوجية، مما جعلها مقصدًا سياحيًا رائعًا لمحبي الطبيعة والمغامرة، في هذا المقال سنتعرف على تاريخ هذه المغارة، مميزاتها الجيولوجية، طرق الوصول إليها.

موقع مغارة الضوايات

تقع مغارة الضوايات في منطقة مشتى الحلو التابعة لمحافظة طرطوس، وتبعد حوالي 55 كم عن مدينة طرطوس، وتبعد أيضًا حوالي 2 كم للشمال الشرقي لبلدة مشتى الحلو، ويبلغ ارتفاعها حوالي 750 م عن سطح البحر، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر الطريق الرئيسي الذي يربط بين طرطوس والمشتى، حيث تتميز المنطقة بطبيعتها الخضراء الخلابة، والطرقات المعبدة التي تجعل الوصول إليها مريحًا سواء بالسيارة أو الحافلات السياحية.

للوصول إلى المغارة، يمكن للزوار اتباع الطريق السياحي الذي يمر عبر الكفرون، مرمريتا، مشتى الحلو وصولًا إلى الضوايات، وهي منطقة معروفة بجمالها الطبيعي وهدوئها الساحر، وبمجرد الوصول إلى المدخل يمكن ملاحظة اللافتات التي ترشد الزائرين إلى داخل المغارة.

يمكن زيارة المغارة على مدار السنة، ولكن يُفضَّل زيارتها خلال فصلي الربيع والصيف عندما يكون الطقس معتدلًا، مما يجعل الرحلة أكثر راحة ومتعة، وكذلك في الشتاء قد يكون الوصول إلى المنطقة أكثر صعوبة بسبب الأمطار، كما أن الرطوبة داخل المغارة تكون مرتفعة.

مغارة الضوايات

اقرأ أكثر عن: مغارة بيت الوادي (مغارة عاصي الزند)

تاريخ مغارة الضوايات وسبب التسمية

تعود نشأة مغارة الضوايات إلى أكثر من 70 مليون عام، حيث تشكلت خلال الحقبة الجيولوجية الرابعة كما يتضح من حجم النوازل الكلسية بداخلها، وتُضاهي المغارة من حيث عمرها كلاً من مغارتي جعيتا وقاديشا الشهيرتين في لبنان، أما من الناحية التاريخية، فقد استخدمها البشر منذ عدة قرون كمخبأ آمن، حيث لجأ إليها الثائرون والفارون من بطش الاحتلال العثماني ولاحقًا الاستعمار الفرنسي، وعن اكتشافها فحسب الدلائل التاريخية فتم اكتشاف المغارة عن طريق الصدفة في عام 1914 وذلك عندما كان راعي غنم يرعى بالقرب منها لتسقط أحد الأغنام في فتحة ضوء من فتحاتها السبع ليكتشفها الباحثون عام 1956م

والمغارة عبارة عن تشكيل جيولوجي كارستي يتكون من الصواعد والنوازل الكلسية التي تشكلت نتيجة ذوبان الحجر الجيري بفعل المياه على مدى آلاف السنين، تمتد مغارة الضوايات إلى عمق عدة مئات من الأمتار داخل الجبل، وتضم ممرات ضيقة وواسعة، مما يجعلها وجهة رائعة لمحبي الاستكشاف.

أبرز ما يميز مغارة الضوايات هو الفتحات العلوية التي تسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى بعض أجزائها، ما يخلق تأثيرات ضوئية ساحرة تضفي على المكان سحرًا خاصًا، وهذا السبب وراء تسميتها بـ “الضوايات”، حيث تعني الفتحات الصغيرة التي تسمح بدخول الضوء.

مشتى الحلو

اقرأ أكثر عن: مغارة جوعيت في سوريا: كنز طبيعي يحمل أسرارًا فريدة

المعالم الداخلية لمغارة الضوايات

عند دخول المغارة، يجد الزائر نفسه أمام عالم ساحر من التكوينات الصخرية العجيبة، حيث تتنوع الأشكال بين أعمدة كلسية ضخمة، وستائر حجرية شفافة، وصواعد ونوازل متداخلة بشكل فني مذهل، ولعل أهم أقسامها:

  • القاعة الرئيسية: وهي أوسع نقطة في المغارة حيث تمتد على مساحة 2400 متر مربع ويصل ارتفاع سقفها إلى 17 مترًا، حيث يمكن للزوار الوقوف والتأمل في التكوينات الحجرية المذهلة، بينما تتفاوت أطوال النوازل الكلسية بداخلها بين نصف متر وتسعة أمتار، كما تزين أرضيتها أعمدة كريستالية براقة، يتراوح طولها بين 8 و16 مترًا، ومن الجدير بالذكر أن تكوّن كل سنتيمتر مكعب من هذه التشكيلات الكريستالية يستغرق حوالي 10 آلاف عام، مما يعكس عظمة العمليات الطبيعية التي شكلت هذه المغارة على مدى العصور.
  • الممرات الضيقة: هناك العديد من الممرات المتفرعة داخل المغارة، والتي تتطلب بعض الحذر عند المرور بها بسبب وعورتها.
  • البحيرات الصغيرة: نتيجة تجمع مياه الأمطار والمياه الجوفية، تتشكل في بعض الزوايا بحيرات صغيرة تعكس التكوينات الصخرية بشكل رائع.
مغارة الضوايات

في الختام، تمثل مغارة الضوايات واحدة من أجمل المعالم الطبيعية في سوريا، حيث تجمع بين الجمال الجيولوجي والمغامرة، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والاستكشاف، فإذا كنت تبحث عن تجربة سياحية مميزة في قلب الطبيعة، فإن زيارة هذه المغارة ستمنحك فرصة لا تُنسى لمشاهدة روعة التكوينات الكلسية والاستمتاع بجمال المناطق المحيطة بها.

السابق
مغارة جوعيت في سوريا: كنز طبيعي يحمل أسرارًا فريدة
التالي
غربة الياسمين: الغربة بين الهوية والانتماء