هل جربت يومًا أن تصلي بقلبك؟ أن تسجد وكأنك تسقط من همّك لا من جسدك؟ أن تركع، فتشعر أن الدنيا كلها تنحني خلفك؟ أن ترفع يديك بالتكبير، لا لتبدأ عادة متكررة، بل لتبدأ حياة جديدة؟
هذا ما يحاول الكاتب خالد أبو شادي أن يوقظه فيك بكتابه المختلف في طرحه، العميق في رسالته، البسيط في لغته: “أول مرة أصلي وكان للصلاة طعم آخر” ، رحلة روحية لا تعلّمك “كيف تصلي”، بل “لماذا تصلي” و”كيف تعشق الصلاة“.
Contents
عن الكاتب
خالد أبو شادي طبيب صيدلي مصري، اختار طريق الدعوة بأسلوبه الخاص: هادئ، وجداني، بسيط في مفرداته، لكنه نافذ إلى القلب.
كتبه لا تأتيك بالوعيد والترهيب، بل بالحب والنور والدعوة الرقيقة لليقظة.وهذا الكتاب واحد من أشهر أعماله، وأكثرها تأثيرًا، خصوصًا في فئة الشباب الذين يبحثون عن معنى عميق للدين، لا مجرد أداء للطقوس.
موضوع الكتاب وأسلوبه
يتناول الكاتب في هذا الكتاب الصلاة، ولكن ليس من منظور الفقه أو التعليم النظري، بل من خلال تذوق المعنى، واستشعار كل لحظة فيها، وفهم الرسائل الخفية خلف كل حركة وكلمة.
يأخذك من الوضوء إلى التسليم، مرورًا بالقيام والركوع والسجود والتشهد، ليرسم لكل موقف قصة داخلية، كأن كل ركن هو باب، وكل باب يوصلك إلى الله إن فتحته بقلبك لا بجسدك فقط.
وأكثر ما يميز أسلوب خالد أبو شادي أنه يخاطب القلب مباشرة، يترك مساحات للتأمل، ويكثر من التشبيهات والاقتباسات والإيحاءات التي تجعلك تشعر أنك تصلي للمرة الأولى حقًا، مهما كنت تصلي منذ سنين.
الهيكل العام للكتاب
ينقسم الكتاب إلى فصول قصيرة، كل فصل يسلط الضوء على موقف من مواقف الصلاة، أو شعور ينبغي أن يرافق المؤمن فيها.
وما بين كل فصل وفصل، يترك لك الكاتب نقطة ضوء، أو «ومضة إيمانية»، أو اقتباس صادم يوقظك،الكتاب يشبه جلسة طويلة هادئة مع مرشد روحي، لا يرفع صوته، لا يوبخك، بل يجلس قربك ويقول لك:«تعال… دعنا نُصلي كما يحبنا الله أن نصلي…».

الصلاة ليست عادة بل لقاء
من أهم الأفكار التي يُرسخها الكتاب، أن الصلاة ليست عادة نؤديها ببرود، بل موعد حب، لقاء متجدد مع الله، وفي كل لقاء هناك معنى جديد ، يقول في أحد الاقتباسات المؤثرة:
«كلما خشعت، كأنك تقول لله: ها أنا ذا… لا أمامك جسدٌ فقط، بل قلبي أيضًا».ويُشدد الكاتب على أن الخشوع ليس شيئًا خارقًا ولا مستحيلًا، بل نتيجة طبيعية لمن تذوق لذة القرب من الله، وأدرك أن الصلاة ليست واجبًا ثقيلًا، بل هدية سماوية.
من أول التكبير حتى السلام
◈ الوضوء: طهارة خارجية وداخليةالكاتب يربط الوضوء بالتطهير القلبي، فيقول:«حين تغسل وجهك، قل: اللهم اجعل وجهي نقيًا يوم ألقاك… وحين تمسح رأسك، تذكر أنك تُزيل هموم الرأس قبل أوساخه».
◈ تكبيرة الإحرام: ابدأ الحياةعندما يقول المسلم “الله أكبر”، فهو يعلن أن كل شيء آخر أصغر.
«كبر الله في قلبك، تصغر كل مشاكلك».
◈ الفاتحة: حديث خاص جدًاالفصل الذي يتناول سورة الفاتحة هو من أعمق فصول الكتاب، حيث يُعيد شرحها كحوار بينك وبين الله:«إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي».
هنا يشعر القارئ أن الصلاة ليست مناجاة من طرف واحد، بل حوار حي مع الربّ.
◈ الركوع: خضوع القلب لا انحناء الجسد«في الركوع… لا تنحنِ فقط، بل اكسر كبرياءك بين يدي الله»،هكذا يصور الكاتب الركوع كحالة ذلّ محبوبة، لا ذلّ مهين، بل لحظة يخضع فيها العبد طوعًا بين يدي من يحبه.
◈ السجود: القمة في القرب «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» السجود في الكتاب موصوف كـلحظة انمحاء كامل، حيث لا تبقى إلا الروح التي ترتجف بين يدي الله،«حين تلامس جبينك الأرض، تلمس روحك السماء».
اقتباسات
1. «لو كانت الصلاة مملة، فأنت لم تصلي كما يجب… جرب أن تُصلي بقلبك أولًا».
2. «تكبيرة الإحرام إعلان رسمي: الله أكبر من كل ما شغلك».
3. «الخشوع ليس في موضع الجبهة، بل في موضع القلب».
4. «الفاتحة ليست آية بعد آية… بل خطوة بعد خطوة نحو الله».
5. «تخيل أن الله يرد على كل آية تقرؤها… ستصلي وكأنك تسمع صوته».
6. «أنت لا تُصلي وحدك… خلفك تسبيح السماء وركوع الملائكة».
7. «أحيانًا السجدة الطويلة تشفيك أكثر من ألف علاج نفسي».
8. «من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه… اجعل صلاتك رسالة حب».
9. «الصلاة لا تُصلح يومك فقط، بل تُصلحك أنت».
10. «جرب أن تبكي في سجدة… وستعرف لماذا أُمرنا بالصلاة خمس مرات يوميًا».

جوانب القوة في الكتاب
1.اللغة البسيطة العميقة: سهلة الفهم لكنها مؤثرة في القلب.
2.الأسلوب الأدبي: مليء بالصور البلاغية التي تجعل القارئ يتخيل، ويتذوق.
3.التركيز على التجربة الشخصية: يدعوك لتجربة الصلاة لا دراستها فقط.
4.الاقتباسات الملهمة: كثيرة وسهلة الحفظ، تصلح للتأمل أو المشاركة.
اقرأ أيضا :أرني أنظر إليك رحلة روح تخترق الجدران
جوانب يمكن تطويرها
1.الكتاب غير موثق بالمصادر الشرعية: لمن يبحث عن مراجع فقهية، قد لا يجدها هنا.
2.قصر الفصول أحيانًا: تجعل بعض المواضيع تُمر مرورًا سريعًا دون تعمق.
3.اللغة العاطفية قد لا تناسب الجميع: من يفضل التحليل العقلاني قد لا يجد مراده الكامل.
الأثر بعد القراءة
من النادر أن تنهي هذا الكتاب دون أن تُمسك سجادتك وتصلي فورًا،إنه من الكتب التي لا تُقرأ لتُغلق، بل لتُترجم إلى فعل.
أنت لا تخرج منه فقط بأفكار، بل بمشاعر جديدة تجاه الله، وبحالة شوق لركعة خاشعة.

لمن هذا الكتاب
1.لكل من فتر عن الصلاة ويريد أن يعود.
2.لكل من يُصلي لكن لا يشعر بطعمها
.3.لكل شاب أو فتاة بدأوا طريق الالتزام ويريدون علاقة أعمق مع الله.
4.ولكل قلب يبحث عن طمأنينة لا تنتهي.

وفي لحظات التأمل التي يتركك فيها الكتاب، لا تملك إلا أن تعيد النظر في صلواتك السابقة، تلك التي أدّيتها بسرعة، أو دون وعي، أو بقلبٍ مشغول.
تبدأ في مراجعة نفسك: كم مرة ركعت بجسدك دون أن ينحني قلبك؟ كم مرة سجدت على الأرض بينما كان فكرك في السماء السابعة من الانشغال؟
وهنا يهمس لك الكتاب: لا بأس… ابدأ من جديد.
«أول مرة أصلي» ليس مجرد عنوان، بل دعوة شخصية لك أن تبدأ اليوم من جديد، أن تُعيد علاقتك بالله من لحظة الوضوء حتى التسليم، بكل حب، بكل وعي، بكل شوق.
الجميل أن الكاتب لا يُشعرك بالتأنيب أو الذنب، بل بالأمل فهو لا يقول لك: أين كنت؟ بل يقول: ما أجمل أن تعود الآن.
الكتاب يمنحك هذا الشعور الدافئ بأنك مهما ابتعدت، الصلاة تظل دائمًا الطريق الأقصر إلى الله، والمفتاح الأول لكل الأبواب المغلقة.
إنها رحلة حب خالصة، لا تبدأ من رأسك، بل من قلبك، فإذا أردت أن تكون الصلاة في حياتك لقاءً حقيقيًا، لا فرضًا روتينيًا…فابدأ بهذا الكتاب.
التقييم النهائي
اسم الكتاب: أول مرة أصلي وكان للصلاة طعم آخر
المؤلف: د. خالد أبو شادي
عدد الصفحات: 143 صفحة
التقييم: ★★★★★ (5 من 5)
الفئة المناسبة: من 15 سنة فما فوق
الموضوع: الصلاة، الخشوع، العلاقة بالله
اقرأ أيضا : حين بكت الجبال ورددت الصدى









