اقرأ معنا

مراجعة رواية خاوية ، رواية مؤلمة .

عن الكاتب :

أيمن بن علي العتوم، شاعر وروائي أردنيّ (ولد في الأردن في مدينة جرش في منطقة سوف 2 آذار/مارس 1972)، تلقّى تعليمه الثانوي في دولة الإمارات العربية المتحدة في إمارة عجمان، ثم التحق بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ليحصل على بكالوريوس الهندسة المدنية فيها عام 1997 وفي عام 1999 تخرّج في جامعة اليرموك بشهادة بكالوريوس في اللغة عربية، ثمّ التحق بالجامعة الأردنية ليُكمل مرحلة الدراسات العليا في اللغة العربية وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراة في اللغة العربية في تخصص النَحو واللغة، عامي 2004 و2007، اشتُهر بروايته يا صاحبَي السجن التي صدرت عام 2012 وتعبّر عن تجربة شخصيّة للكاتب في السجون الأردنية خلال عامَي 1996 و1997 بكونه معتقلاً سياسياً. كما له دواوين شعريّة عديدة.

عن الرواية :

رواية خاوية للكاتب الأردني أيمن العتوم، صدرت عام 2016، وتتناول قضايا إنسانية ونفسية عميقة تدور حول الحرب، واللجوء، وتأثير الصدمات النفسية. تركز الرواية على معاناة اللاجئين السوريين من خلال قصة طبيب و طفل لاجئ مصاب بالتوحد، مما يفتح له أبوابًا من التأمل في مشاعره وتجاربه الخاصة.

والرواية كانت ثلاثة أقسام :

في القسم الأول كان الوصف للتوحد الذي تجسد بحالة بدر  الذي يغرقك بعالمه ! لقد انغمست معهم لدرجة أنني تخيلتُ بدر وهو يهوي على ابن فريال بالمقص ، تخيلتُ ملامح وجهه الباردة و عينيه الوادعتين ، تخيلتهُ وهو قائم ليلاً لييدور في دائرة قطرها 3 أمتار ! تخيلتُ الجدران البيضاء التي يرسم عليها ما يحفظ بذاكرته ! سعدتُ جداً بابتسامته الأولى وضحكته الأولى وكلاماته الأولى و كأنني أمه !  أبدع الدكتور أيمن عندما وصف حالة التوحد لدى الأطفال ! وكيفية التعامل معهم وكيفية تعبيرهم عن ما يريدون ! أحببتُ بدراً .__________________________________________

في القسم الثاني من الرواية التي ترميك في أقصى الجحيم  تشعر و گأنك ترى الحرب بأُم عينيك ! مفجعة حد الموت ومؤلمة حتى الصراخ قهراً !  كيف لبشرٍ أن يكونو بهذا القدر من الوحشية ؟ ما ذنب  سورية ؟ ما ذنب حنين وزياد وليلاس ؟ ما ذنب ليث وشادي ؟ ما ذنب تلك الصداقات القديمة ؟ أكلت الحرب الحياة ! صارت الحياة شبحاً يطوف حول الحرب ! فالحرب هي سيدة الموقف ! الحرب تُغير الطباع ربما لكن في وقت ما وإن لم يكن قد فات الآوان قد تغلب الطباع الإنسانية التي نُجبل عليها بالفطرة الطباع التي ولدتها الحرب وهذا ما حصل مع زياد فآلت حاله إلى الانتحار عقابا لنفسه و ربما لكي بتخلص من عذاب ضميره ! ضحايا الحرب النساء والأطفال !وضحايا هذا الواقع والرواية نحن ! ___________________________________________

في القسم الثالث جمع الدكتور بين االقسمين الأول والثاني ! وصف لما حدث لأطفال الحروب وللنساء وكيفية هروبهم إلى مخيم الزعتري ! وصف لنا واقع ليلاس وما آلت له حالتها بسبب الحروب !للحظةٍ ما تخيلتُ أن االرواية من وحي الخيال ! تمنيت لو أنها ليس من واقعنا المشؤوم ! كيف لبشرٍ مثلنا مثلهم ! لا ليس مثلنا ! بل هم كذلك بشر ! كيف لهم أن يفعلوا ذلك ! أن يرملوا النساء ويقتلوا الأطفال ويغتصبوا الفتيات !  ما بال البشر ! أين العالم عن هذا الواقع ؟الحالُ مبكي و أكبر من أن يوصف  .وأكرر أتمنى و أتمنى لو  أنه ما ذُكر في خاوية من محض الخيال !

الرواية مبنية على ثلاث خطوط زمنية تتقاطع مع بعضها.

المواضيع التي ركزت عليها رواية :

1. الحرب وأثرها النفسي :تسلط الرواية الضوء على آثار الحرب، خاصة على الأطفال، من خلال شخصية الطفل الذي يعاني من التوحد والصدمات النفسية نتيجة الفقد والدمار.

2. اللاجئون ومعاناتهم :تتناول الرواية تجربة اللجوء من منظور نفسي وإنساني، من خلال الطفلة ووالدتها ، الذين يواجهون تحديات قاسية بعد نزوحهم من سوريا إلى الأردن.

3. الخواء العاطفي والإنساني تعكس علاقة الزوجين مشاعر الفراغ العاطفي بين الأزواج، حيث يعيش كل منهما في عزلة نفسية رغم وجودهما معًا.

4. الأمومة والحرمان منها يناقش الكاتب شعور المرأة تجاه عدم الإنجاب، من خلال شخصية سلمى التي تعاني من الفراغ الداخلي بسبب حرمانها من الأمومة.

5. الطب النفسي وتأثير الصدمات النفسيةيستعرض الرواية دور العلاج النفسي في التعامل مع الصدمات .

6. الصمت كوسيلة للتعبير عن الألم يظهر الصمت في الرواية كأداة للتعبير عن الألم العميق، عند أبطال الرواية الذين يعانون من صراعات داخلية.

7. إعادة اكتشاف الذات

8. الأمل رغم الألم رغم قتامة الأحداث، تقدم الرواية بارقة أمل بأن الشفاء والتعافي ممكنان، حتى بعد أقسى التجارب الإنسانية.

هنا بعض الاقتباسات التي تترك أثرا في روح القارئ :

1. “الحروب لا تنتهي حين يتوقف القتال، بل تظل تشتعل في النفوس التي شهدتها.”

2. “نحن لا نرى العالم كما هو، بل كما نحن.”

3. “كم من قلب ينبض، لكنه خاوي من الحياة؟”

4. “هناك صمت أقوى من الكلمات، وأشد وقعًا من الصراخ.”

5. “الحب وحده لا يكفي لبناء حياة، لكنه قد يكون الدافع للبقاء.”

6. “في داخل كل إنسان جرح لا يُرى، لكنه يؤلمه كل يوم.”

7. “المأساة ليست فقط أن تفقد وطنك، بل أن تفقد نفسك وأنت تبحث عنه.”

8. “الطفولة حين تُسرق، تترك خلفها ظلًا لا يختفي.”

9. “نحن نعيش في عالم يملؤه الضجيج، لكن لا أحد يسمع أحدًا.”

10. “ليس كل من يبتسم سعيدًا، وليست كل الدموع دليل ضعف.”

11. “الحرب تغيّر البشر، تجعلهم أكثر قسوة أو أكثر هشاشة.”

12. “المدن ليست مجرد مبانٍ، بل أرواح من سكنوها.”

13. “الخوف هو السجن الأكبر الذي نعيش فيه.”

14. “أحيانًا يكون الصمت أصدق من أي حديث. “

15. “كلنا غرباء في هذه الحياة، نبحث عن شيء لا ندري ماهيته.”

16. “لا أحد يعرف حجم الألم في قلب الآخر، حتى لو ابتسم أمامه كل يوم.”

17. “الذكريات قد تكون نعمة أو لعنة، حسب ما تحمل.”

18. “حين تضيع الأحلام، تصبح الحياة مجرد انتظار.”

19. “هناك جروح لا تلتئم، حتى لو مر عليها العمر.”

20. “ليس المهم أن نعيش طويلًا، بل أن نعيش بصدق.”

هنا آراء بعض النقاد والقراء في الرواية :

ناقد أدبي: “رواية خاوية تقدم معالجة نفسية عميقة لمآسي الحرب واللجوء بأسلوب أدبي مشحون بالعاطفة.”

كاتب وروائي: “نجح أيمن العتوم في تصوير الخواء النفسي للإنسان عبر شخصيات تحمل جروحًا داخلية لا تُرى.”

صحفي ثقافي: “الرواية تدمج بين السرد الأدبي والتحليل النفسي، مما يجعلها تجربة قراءة مؤثرة وعاطفية.”

قارئ وناقد مستقل: “رغم قوة الفكرة والرسالة، إلا أن بعض الأجزاء كانت مفرطة في الوصف العاطفي، مما أبطأ إيقاع السرد.”

أستاذ جامعي في الأدب: “خاوية ليست مجرد قصة عن الحرب، بل هي رحلة في النفس البشرية، تعكس هشاشة الإنسان في مواجهة الفقد.”

خاوية ليست مجرد رواية عن الحرب أو اللاجئين، بل هي رحلة في أعماق النفس البشرية، تعكس مشاعر الفقد، الألم، والتحدي والأمل الذي ينبعث حتى من أكثر اللحظات ظلمة ، بأسلوبه العاطفي العميق، يقدم الدكتور أيمن العتوم قصة تجعل القارئ يعيد التفكير في معنى الامتلاء والخواء في الحياة.

بالطبع أنصح بهذه الرواية ، وإلى اللقاء في مراجعة أخرى لرواية جديدة . ❤️

السابق
أبواب دمشق السبعة، حراس الزمن وسفراء التاريخ
التالي
الحقائق المؤلمة والصراع الداخلي في “دفاتر الوراق” .