محافظة القنيطرة هي إحدى المحافظات السورية الأربعة عشر وتقع في الجنوب الغربي من سوريا، حيث تبلغ مساحتها 1860 كم ويبلغ عدد سكانها حوالي 153 ألف نسمة، وهي من أصغر المحافظات السورية، وكلمة القنيطرة تصغير لكلمة قنطرة أي جسر والتي تعني أنها جسر عبور من وإلى فلسطين والأردن ولبنان، وللتعرف أكثر على محافظة القنيطرة يمكن الاطلاع على المقال التالي.
Contents
تاريخ محافطة القنيطرة
سُكنت محافظة القنيطرة منذ آلاف السنين، حيث عاش فيها صيادين من العصر الحجري القديم، كما نشأت فيها مستوطنة في العهدين الروماني والبيزنطي، ومر فيها أيضًا القديس بولس الطرسوسي في طريقه من القدس إلى دمشق.
كما لقيت بعض الاهتمام في العهد العثماني من طرف الوزير العثماني لالا مصطفي باشا والي الشام، حيث أنشأ فيها مخفرًا للدرك وجامعًا بالإضافة إلى عدد من الدكاكين، وأصبح قضاء المدينة تابعًا لولاية دمشق عام 1893.
وخلال الحرب العالمية الأولى هزمت فرقة الخيالة الاسترالية والبريطانية الأتراك العثمانيين في المدينة وذلك في عام 1918، أما بعد الاستقلال بعدة سنوات استولت القوات الاسرائيلية على المدينة بشكل فوضوي في 10 يونيو عام 1967، وهجرها كثير من أهلها ولكن تم استرجاعها بعد حرب تشرين عام 1973 تنفيذًا لإتفاقية فض الاشتباك في 31 آيار 1974 الموقعة في جنيف.
اقرأ أيضًا: محافظة السويداء
موقع محافظة القنيطرة وتضاريسها
تقع المحافظة في جنوب غرب البلاد، ويحدها من الجهة الجنوبية الحدود الإسرائيلية التي تمتد على طول الجولان السوري المحتل، وتعتبر هضبة الجولان جزءًا من محافظة القنيطرة، ومن الغرب تحدها محافظة درعا، ومن الشمال محافظة ريف دمشق، أما من الجهة الشرقية تحدها محافظة السويداء.
تتميز محافظة القنيطرة بتضاريسها المتنوعة وجمالها الطبيعي، حيث يمكن لزائرها أن يعيش الفصول الأربعة في شهر واحد، كما تحتضن العديد من الجبال والهضاب والأنهار والمصادر المائية التي تعزز جمالها وتجعلها واحدة من أهم المناطق السياحية في البلاد، وأحد أبرز الجبال في المحافظة هو جبل الشيخ الذي يعتبر أعلى قمة في سوريا، ويقع على الحدود مع لبنان ويعتبر جبل الشيخ مقصدًا للمتنزهين ومحبي رياضة التسلق، حيث يوفر إطلالات خلابة على المناظر الطبيعية المحيطة، ويسمى بجبل الشيخ كناية إلى الرأس المكلل بالثلج كما يكلل الشيب رأس الإنسان، وأطلق المؤرخون العرب عليه اسم جبل الثلج.
تضم محافظة القنيطرة أيضًا العديد من الهضاب الجميلة مثل هضبة الجولان وهضبة عرنة، وتقع هضبة الجولان بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، ومنذ حرب 1967 احتل الجيش الاسرائيلي ثلثي مساحتها وعُدت منذ ذلك الحين أرضًا سورية محتلة، وتتميز هضبة الجولان بمناظرها الطبيعية الخلاية وأراضيها الخضراء، كما تعتبر موطنًا للعديد من النباتات والحيوانات النادرة، أما هضبة عرنة فتشتهر بتضاريسها الوعرة ومناظرها الجبلية الرائعة كما تتميز بترتبتها الخصبة.
وتعد الأنهار والمصادر المائية جزءًا هامًا من تضاريس محافظة القنيطرة، حيث تمر العديد من الأنهار الجميلة في المحافظة مثل:
- نهر اليرموك: الذي ينبع من جنوب سوريا حيث المنطقة الجغرافية الواقعة بين جبل حوران وهضبة الجولان، وتشكل تدفقات بحيرة مزيريب الواقعة بالقرب من الامتدادات الجبلية لجبل حوران في محافظة درعا السورية مصدر نبوعه الرئيسي، وتغذيه في مساره عدة روافد كرافد وادي الرقاد النابع من هضبة الجولان، وللتعرف أكثر عن نهر اليرموك يمكن الاطلاع على الرابط التالي من هنا.
- نهر بانياس: يقع في مدينة القنيطرة، وينبع من سفوح جبل الشيخ ليلتقي بالحاصباني مشكلًا نهر الأردن.
ومن أبرز وديان المحافظة وادي الرقاد الذي ينبع من هضبة الجولان السورية، وهو أحد روافد نهر اليرموك حيث يبدأ من تجمع بعض المسيلات الصغيرة قرب قريتي جباتا الخشب وطرنجة، ثم يتجه نحو الجنوب مارًا بقرى عديدة، فيرفده الطعيم إلى أن يصب في نهر اليرموك شرقي قرية الدبوسية، ويتيمز بغزارته في فصل الشتاء.
بالإضافة إلى الأنهار، تحتوي محافظة القنيطرة على العديد من المصارد المائية الطبيعية، مثل عين العرب وعين الفيجة وتعتبر هذه المصادر مصارد مياه نقية وصحية، وتستخدم في الزراعة والشرب.
اقرأ أيضًا: محافظة حمص
أهم المناطق السياحية في محافظة القنيطرة
تحتوي محافطة القنيطرة على العديد من المواقع الأثرية التي تعكس تاريخها الغني، مثل الآثار الرومانية والبيزنطية وفيما يلي نذكر أهم المعالم الأثرية والمناطق السياحية في المحافظة:
- الحمة: هو موقع أثري يعود إلى العهد الروماني، يقع في مرتفعات الجولان السوري المحتلة، تشتهر منطقة الحمة بينابيع المياه الحارة، وتعد حاليًا عبارة عن منتجع صحي يضم أربع ينابيع تنبع من عمق يبلغ كيلومترين تقريبًا، كما يضم حمامات طبية وحديقة حيوانات وموقعًا للتماسيح.
- قلعة فرسان الهيكل: هي قلعة صليبية تقع عند مخاضة يعقوب في هضبة الجولان، بنيت على يد الملك بلدوين الرابع بين عامي 1178و 1179م.
- بيت صيدا: هي مدينة أثرية يعود تاريخ تأسيسها إلى الفترة الكنعانية، وتقع في هضبة الجولان السورية المحتلة، كما تعتبر من المدن المقدسة في تاريخ المسيحية حيث سكنها عدد من القديسين ولعل أبرزهم القديسين فيلبس وأندراوس وبطرس.
- قرية نبع الصخر: تقع قرية نبع الصخر في جبل العرب وتعتبر واحدة من أهم المعالم الأثرية في المحافظة، حيث تشتهر القرية بنبعها الطبيعي الذي يعد مصدرًا رئيسيًا للماء في المنطقة، وتحتوي القرية على آثار تعود إلى العصور القديمة مثل القصور والمعابد والمغاور، وسميت بنبع الصخر لوجود عدد هائل من الينابيع التي تنبع من الصخور.
اقرأ أيضًا: محافظة حلب
التقسيمات الإدارية في محافظة القنيطرة
تم إحداث محافظة القنيطرة بالمرسوم التشريعي رقم (51/ 133) تاريخ 27/8/1964، وتكونت من منطقتين إداريتين هما منطقة القنيطرة ومنطقة فيق، وكانت منطقة القنيطرة قضاء يتبع لدمشق وتضم أربع نواحي وهي: ناحية مركز القنيطرة، ناحية مسعدة، ناحية الخشنية، ناحية خان أرنبة، أما منطقة فيق فكانت قضاء يتبع لمحافظة درعا وتم فصلها عن درعا باستثناء ناحية الشجرة، وقسمت إلى ناحيتين وهما ناحية مركز فيق وناحية البطيحة.
