
مدينة أردنية تقع في شمال المملكة، وتُعدّ واحدة من أبرز المدن الأثرية في العالم. تبعد حوالي 48 كيلومترًا عن العاصمة عمّان، وتتميز بموقعها الجغرافي الفريد، بين التلال الخضراء والوديان، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والتاريخ معًا.
تشتهر جرش بآثارها الرومانية المحفوظة بشكل مذهل، مثل شارع الأعمدة، والمدرج الجنوبي، والمنتدى البيضاوي، وقوس هادريان، حيث تعكس هذه المعالم عبقرية العمارة الرومانية وقوة الحضور الحضاري في تلك الفترة.
عُرفت المدينة قديمًا باسم “جيراسا”، وازدهرت خلال الحقبة الرومانية كإحدى مدن “الديكابولس” العشر. وما زالت إلى اليوم تحتفظ بروحها التاريخية التي تنبض وسط أزقتها القديمة وأعمدتها الشامخة.
لكن جرش ليست مدينة أثرية فقط، بل هي حاضرة نابضة بالحياة، تحتضن سكانًا محليين يفتخرون بتراثهم، وتُقام فيها فعاليات سنوية كـمهرجان جرش للثقافة والفنون الذي يجذب الزوّار من كل أنحاء العالم.
جرش هي حكاية مدينة صمدت أمام الزمن، واحتفظت بجمالها وتاريخها، لتبقى منارة للثقافة والحضارة في قلب الأردن.
Contents
التاريخ

العصر القديم: تأسست في عهد الإسكندر الأكبر في القرن الرابع ق.م وقد ازدهرت المدينة بشكل كبير خلال العصرين الروماني والبيزنطي، بحيث أصبحت مركزًا تجاريًا وثقافيًا وتاريخياً ,هامًا في المنطقة.
العصر الروماني: شهدت المدينة أوج ازدهارها في القرن الأول والثاني الميلاديين عندما كانت جزءًا من حلف الديكابوليس (تحالف المدن العشر) والذي كان يخضع للسيطرة الرومانية. شهدت مدينة جرش في هذه الفترة بناء العديد من المنشآت المعمارية الضخمة مثل المسارح والمعابد والشوارع المرصوفة بالأعمدة.
العصر البيزنطي: استمر ازدهارها خلال العصر البيزنطي ,حيث بُنيت العديد من الكنائس والأديرة. ومع ذلك، تراجعت المدينة بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
سبب التسمية
يُقال إن اسم “جرش” يعود إلى العصر الروماني، حيث كانت تُعرف باسم “جيراسا”، ويُعتقد أن الاسم تغيّر بمرور الزمن حتى أصبح “جرش” كما ننطقه اليوم. بعض الروايات تذكر أن الاسم له علاقة بكثرة الأشجار والغابات في المنطقة، وكأن الجذر “جرش” يرمز لكسر الأغصان أو طحن الحبوب، مما يرتبط بطبيعة الأرض الخصبة فيها. جرش كانت وما زالت شاهدة على حضارات كثيرة، وكل حضارة أضافت لها شيئًا. لذلك، فإن اسمها يحمل عبق التاريخ وتحوّلات الزمن، ويمثّل هويتها العريقة والمتجددة في آنٍ واحد.


الموقع الجغرافي
تقع شمال المملكة الأردنية الهاشمية، وتبعد حوالي 48 كيلومترًا عن العاصمة عمّان. تحيط بها التلال والغابات، وتتميّز بطبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل. تقع ضمن إقليم الشمال، وتُعدّ نقطة التقاء بين البادية والريف، مما يمنحها طابعًا جغرافيًا متنوّعًا يجعلها من أجمل مدن الأردن.
يخترق المدينة وادي الذهب، الذي يضفي على المنطقة سحرًا خاصًا، وتحيط بها جبال خضراء تُكسى بالأشجار الكثيفة في الربيع. كما تقع على طريق حيوي يربط الشمال بالوسط، مما أعطاها أهمية استراتيجية منذ العصور القديمة. هذا الموقع ساعدها في أن تكون مركزًا تجاريًا وزراعيًا عبر التاريخ. وتُعدّ قُربها من مناطق أثرية وسياحية أخرى ميزة إضافية، تجعلها وجهة مفضلة للزوار والسياح من داخل الأردن وخارجه.
السكان
يُقدّر عدد سكان فيها بحوالي 280,700 نسمة، وفقًا لبيانات وزارة الداخلية الأردنية لعام 2025 . تُعدّ مدينة جرش، مركز المحافظة، أكبر مدنها، حيث بلغ عدد سكانها نحو 50,745 نسمة وفقًا لتعداد عام 2015 . تتميّز جرش بتنوّعها السكاني، إذ يشكّل الأردنيون النسبة الأكبر، إلى جانب وجود أقليات من الشركس، الأرمن، والأكراد. كما تستضيف المحافظة لاجئين فلسطينيين وسوريين، مما يعكس طابعها المتعدد الثقافات
أهم المعالم الأثرية
- المدرج الروماني
- شارع الأعمدة
- معبد آرتميس
- ساحة الندوة
- قوس هادريان
- ساحة الفوروم
- المسجد الأموي

الاقتصاد والسياحة
يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة نظرًا لوجود العديد من المعالم الأثرية الرومانية التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، تشتهر جرش بالزراعة نظرًا لخصوبة أراضيها، حيث يتم زراعة العديد من المحاصيل مثل الزيتون والحبوب والفواكه.
الفعاليات والمهرجانات
تستضيف جرش العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، وأهمها (مهرجان جرش للثقافة والفنون)والذي يُقام سنويًا ويستقطب العديد من الفنانين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم. ويتميز المهرجان بالعروض الموسيقية والمسرحية والشعرية، بالإضافة إلى الفنون التشكيلية والحرف اليدوية.
-اقرا المزيد عن : جامعة الطفيلة التقنية