محافظات

محافظة إربد

"منظر ربيعي طبيعي لتلال محافظة إربد مغطاة بالزهور البرية الحمراء في شمال الأردن"

إربد : هي إحدى أهم محافظات الأردن، تقع في الشمال بالقرب من الحدود السورية، وتُعرف بلقب “عروس الشمال” لجمال طبيعتها وخصوبة أراضيها. تمتاز بتاريخها العريق، إذ شهدت حضارات متعددة كالكنعانية والرومانية واليونانية، ولا تزال آثارها شاهدة على هذا الإرث الغني.

تضم جامعة اليرموك وجامعة العلوم والتكنولوجيا، مما يجعلها مركزًا تعليميًا بارزًا. أهلها معروفون بالطيبة والكرم، وتشتهر بأسواقها الشعبية مثل سوق الحسبة ووسط البلد. كما تحيط بها قرى جميلة مثل بيت راس والحصن.

تعتبر إربد مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين الحداثة والأصالة، وتلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد والتعليم والثقافة في الأردن.


التاريخ

تعد إربد إحدى أقدم المدن الأردنية ، حيث يعود تاريخها إلى العصور القديمة. كانت المنطقة مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين، وشهدت حضارات متعددة، بدءًا من الحضارة الآرامية مرورًا بالفترة الهلنستية، والرومانية، والبيزنطية، وصولًا إلى الفترة الإسلامية.

العصر القديم

في العصر القديم، كانت إربد تُعرف باسم “أرَبَّة” أو “أربادة”، وازدهرت كمستوطنة كنعانية تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. لعبت دورًا مهمًا في شبكات التجارة والزراعة بفضل موقعها الاستراتيجي وخصوبة أرضها. خضعت لحكم عدة حضارات، منها المصرية، الآشورية، والبابلية، ثم دخلت تحت السيطرة اليونانية بعد فتوحات الإسكندر الأكبر، حيث كانت تُعرف ضمن مدن “الديكابوليس” العشر. وُجدت في محيطها آثار تدل على الحياة الحضرية المتقدمة، كالأبنية الحجرية والمقابر وأدوات الفخار. كانت مركزًا مهمًا لتبادل السلع والأفكار بين حضارات الشرق والغرب، مما جعلها مدينة نابضة بالحياة ذات تاريخ عميق وتأثير حضاري واسع.

العصر الإسلامي

في العصر الإسلامي، ازدهرت مدينة إربد وازداد دورها الاستراتيجي والثقافي، خاصة بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي. أصبحت جزءًا من جند الأردن ضمن بلاد الشام، وازدهرت كمحطة تجارية وزراعية مهمة على طريق الحجاج والمسافرين. اشتهرت بخصوبة أراضيها وكثرة ينابيعها، مما جعلها مركزًا للزراعة وتربية المواشي. كما أُقيمت فيها المساجد والمدارس، وانتشرت فيها الثقافة الإسلامية والعربية. ساهم موقعها القريب من المدن الكبرى كدمشق والقدس في تعزيز مكانتها. ومن أبرز آثار العصر الإسلامي في المنطقة، القرى القديمة والمساجد التي ما تزال شاهدة على هذا الازدهار، مما يجعل إربد ذات أهمية تاريخية كبيرة في السياق الإسلامي.


سبب التسمية

سُمّيت إربد بهذا الاسم نسبة إلى كلمة “الربض” أو “الربد”، والتي تعني الأرض الخصبة أو المروج الخضراء، في إشارة إلى طبيعتها الزراعية الغنية ووفرة المياه فيها. كما يُعتقد أن اسمها القديم كان “أرَبَّة” أو “أربادة”، وقد ورد هذا الاسم في بعض النقوش والخرائط القديمة، ثم تحوّل لاحقًا إلى “إربد” بسبب تطور اللغة والتداول الشعبي. تعدد الآراء حول أصل التسمية يعكس عمق تاريخ المدينة وتنوع الحضارات التي مرت بها. وقد ارتبط اسمها عبر العصور بالإنتاج الزراعي، خاصة القمح والزيتون، ما جعلها مركزًا اقتصاديًا مهمًا في شمال الأردن، ومكانًا جذب السكان والمزارعين منذ القدم.


الموقع

تقع محافظة إربد شمال العاصمة الأردنية عمان، وتبعد عنها حوالي 80 كيلومترًا. تحدها من الجنوب محافظة جرش، ومن الشرق محافظة المفرق، ومن الغرب محافظة عجلون، ومن الشمال الحدود الأردنية السورية.

عدد السكان

وفقًا لبيانات دائرة الإحصاءات العامة الأردنية، يُقدَّر عدد سكان محافظة إربد بنهاية عام 2024 بحوالي 1,770,158 نسمة، مما يجعلها ثاني أكبر محافظة في المملكة من حيث عدد السكان بعد العاصمة عمّان. تتوزع هذه الكثافة السكانية بين المدينة والمناطق الريفية، حيث تُعدّ إربد مركزًا حضريًا رئيسيًا في الشمال، وتضم العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية، مما يسهم في جذب السكان من مختلف المناطق. كما أن موقعها الجغرافي القريب من الحدود السورية ساهم في استقبال أعداد من اللاجئين خلال السنوات الماضية، ما زاد من تنوعها السكاني.


أهم المعالم الأثرية:

أم قيس (جدارا): مدينة رومانية قديمة تُطل على الجولان وبحيرة طبريا، تضم مسارح وأعمدة وممرات حجرية.

تل إربد: من أقدم التلال الأثرية، يضم آثارًا كنعانية ورومانية ويقع وسط المدينة.

بيت رأس: موقع أثري فيه مدرج روماني ومقابر منحوتة في الصخر.

الحصن: بلدة تحتوي على آثار بيزنطية ورومانية وقنوات ماء قديمة.

سحم الكفارات: تضم جسرًا رومانيًا ونقوشًا أثرية، وتقع قرب نهر اليرموك.

دير يوسف: يحتوي على بقايا كنائس قديمة ومعاصر زيت أثرية.


“صورة توضح تَزْيِينُ سيدات مدينة إربد بالحلي قديماً”


-للاطلاع على الموقع الجغرافي : لمحافظة اربد

-اقرا المزيد عن : محافظة جرش

السابق
محافظة عجلون
التالي
الجامعة الأردنية