بوابة مصر

جامع الرفاعي تاريخ اكبر مقبرة ملكية في قلب القاهرة

يُعد جامع الرفاعي من أبرز المعالم الدينية والمعمارية في مصر والعالم الإسلامي، حيث يجسد مزيجًا ساحرًا من الفن الإسلامي والروحانية الصوفية، يقع هذا الجامع المهيب بجوار مسجد السلطان حسن في قلب القاهرة، ويحمل بين جدرانه تاريخًا عريقًا يروي حكايات السلاطين والأولياء والمصلين، يزوره الآلاف يوميًا من السياح والزائرين من مختلف أنحاء العالم، ليستمتعوا بجماله المعماري وهدوء أجوائه، وقد بُني هذا الصرح العظيم تكريمًا لأحد أشهر الأولياء الصوفيين، الشيخ علي الرفاعي، ليصبح لاحقًا مثوى لعدد من أفراد الأسرة المالكة، مما منحه بعدًا تاريخيًا وروحيًا فريدًا من نوعه.

التاريخ العريق لجامع الرفاعي

يُعد جامع الرفاعي رمزًا للتاريخ الإسلامي الحديث، فقد تم إنشاؤه في فترة شهدت تغيرات كبيرة في مصر، ومن أهم المعلومات عنه ما يلي:-

  • بدأ بناء الجامع في عام 1869 بأمر من خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل، رغبة منها في تشييد مسجد يضاهي في جماله وعظمته مسجد السلطان حسن المجاور.
  • استغرق بناء المسجد نحو 40 عامًا، ولم يُستكمل إلا في عام 1912 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.
  • الجامع صُمم ليكون مزارًا دينيًا وأيضًا مقبرة ملكية تضم رفات عدد من أفراد الأسرة المالكة في مصر.
  • يضم الجامع أضرحة كل من الملك فاروق الأول، والملك فؤاد الأول، والملكة نازلي، بالإضافة إلى شاه إيران محمد رضا بهلوي.
  • يعكس الجامع فترة مهمة من التحول من الطراز المملوكي إلى الطراز العثماني الحديث.

الموقع الجغرافي وأهميته السياحية

يقع مسجد الرفاعي في موقع استراتيجي في منطقة القلعة بالقاهرة، ويجاور مسجد السلطان حسن، ما يمنحه أهمية كبيرة في الخريطة السياحية.

  • وجوده بجانب جامع السلطان حسن يخلق توازنًا معماريًا وجماليًا يجذب السياح.
  • قربه من القلعة والمتحف الإسلامي يعزز من قيمته كموقع سياحي.
  • يضم الجامع بوابات مزخرفة ومداخل فخمة تثير إعجاب الزائرين.
  • يُعتبر من أهم محطات الجولات السياحية في القاهرة الإسلامية.
  • تحرص شركات السياحة على تضمينه ضمن باقات الزيارات نظرًا لفرادة تصميمه وتاريخه.

العمارة والتصميم الداخلي لجامع الرفاعي

يُعد تصميم جامع الرفاعي تحفة فنية بكل المقاييس، حيث يجمع بين الزخارف الإسلامية الكلاسيكية والتأثيرات الأوروبية الحديثة، مما يعكس عبقرية المعمار في دمج الثقافات المختلفة في بناء ديني مهيب، تم بناء الجامع على طراز يُحاكي المساجد الفاطمية والمملوكية، مع لمسات معمارية رومانسية تُضفي عليه طابعًا فريدًا، يتميز الجامع بعدة عناصر معمارية بارزة، من بينها:

  • قبة ضخمة تعلو المسجد، ترتفع بشموخ وتُعد من أكبر القباب في المساجد الإسلامية بالقاهرة.
  • أعمدة شاهقة تمزج بين القوة والرشاقة، تُضفي على المكان طابع الهيبة والاتساع.
  • الزخارف الداخلية المصنوعة من الرخام النقي والموزاييك المزخرف، بالإضافة إلى استخدام الأحجار الكريمة في بعض الزوايا.
  • النقوش الجدارية التي تحمل آيات قرآنية بخطوط عربية دقيقة من نسخ وثُلث وديوني، تُجسّد مهارة الخطاطين المسلمين.
  • الأرضيات الفاخرة المزينة ببلاط ملون من الطين المحروق والرخام، تُمثل لوحة فنية متكاملة تحت الأقدام.
  • النوافذ الزجاجية المعشقة التي تسمح لأشعة الشمس بالتسلل إلى الداخل بانعكاسات ملونة تبعث روحانية وطمأنينة في القلوب.

الشخصيات المدفونة في جامع الرفاعي

يحتضن جامع الرفاعي بين جدرانه عددًا من الأضرحة الملكية والشخصيات التاريخية البارزة، مما يضفي عليه طابعًا روحيًا وتاريخيًا مميزًا، ويجعله قبلةً للراغبين في التعرف على تاريخ مصر الحديث، ومن أبرز الشخصيات المدفونة في الجامع:

  • الملك فؤاد الأول: أول ملوك مصر بعد إعلان الاستقلال عن الحماية البريطانية عام 1922، دُفن في الضريح المخصص له بالجامع بعد وفاته عام 1936، وهو مؤسس الدولة الحديثة وصاحب إنجازات تعليمية وإدارية كبيرة.
  • الملك فاروق الأول: آخر ملوك مصر قبل إعلان الجمهورية عام 1952، عاد جثمانه إلى مصر بعد وفاته في منفاه بإيطاليا، ودُفن بجوار والده، ليكتمل بذلك الفصل الأخير من حكم الأسرة العلوية داخل جدران الجامع.
  • الملكة نازلي: زوجة الملك فؤاد ووالدة الملك فاروق، والتي أثارت حياتها الجدل داخل البلاط الملكي، ودُفنت لاحقًا في نفس المقبرة الملكية بعد عودتها إلى مصر.
  • شاه إيران محمد رضا بهلوي: حاكم إيران السابق الذي لجأ إلى مصر بعد الثورة الإيرانية عام 1979، وتوفي في القاهرة عام 1980، بدعوة من الرئيس أنور السادات، تم دفنه في ضريح شُيّد خصيصًا له داخل الجامع.
  • خوشيار هانم: والدة الخديوي إسماعيل ومؤسسة جامع الرفاعي، كانت صاحبة فكرة بناء هذا الجامع في القرن التاسع عشر كمكان للصلاة وكمثوى للعائلة الملكية.

جامع الرفاعي والصوفية

يمثل الجامع محطة هامة في المسار الصوفي بالقاهرة، حيث يرتبط بطقوس ومناسبات دينية صوفية.

  • يُنسب الجامع إلى الإمام أحمد الرفاعي، أحد أبرز أئمة الصوفية.
  • تقام داخله احتفالات المولد النبوي والمناسبات الدينية الكبرى.
  • يحج إليه المريدون وأتباع الطرق الصوفية للتبرك.
  • المكان مليء بالرموز والروحانيات التي تجذب الزوار الباحثين عن الطمأنينة.
  • يُعتبر مركزًا لصلاة الجمعة ومواسم الأذكار.

الفرق بين جامع الرفاعي ومسجد السلطان حسن

على الرغم من قرب الموقع، إلا أن هناك فروقات معمارية وتاريخية بين المسجدين.

  • جامع السلطان حسن بُني في القرن الرابع عشر، بينما الرفاعي أنشئ في القرن التاسع عشر في القاهرة.
  • الطراز المعماري للسلطان حسن مملوكي صرف، أما الرفاعي فهو عثماني حديث.
  • مساحة السلطان حسن أوسع، بينما يتميز الرفاعي بزخرفته وتفاصيله الدقيقة.
  • السلطان حسن أكثر بساطة في الزخارف، والرفاعي أكثر فخامة.
  • الجامعان يشكلان لوحة متكاملة للماضي الإسلامي العريق.

جامع الرفاعي في عيون الزائرين

الزائرون يرون في جامع الرفاعي أكثر من مجرد مكان للعبادة.

  • يعتبرونه تحفة معمارية لا تقل عن القصور الأوروبية في فخامتها.
  • يلتقط الزوار الصور أمام المدخل المزخرف والأبواب الخشبية التاريخية.
  • يحكون عن شعور السلام والسكينة داخل أروقته.
  • يعبر الكثيرون عن انبهارهم بتداخل الفن والتاريخ والدين.
  • يكتب السياح في مواقع السفر تقييمات مرتفعة حول تجربتهم فيه.

دور الجامع في المناسبات الوطنية والدينية

يمثل جامع الرفاعي محطة أساسية في المناسبات الكبرى.

  • تقام فيه صلاة العيد بحضور شخصيات عامة.
  • يُستخدم في بعض الأحيان لإقامة جنازات رسمية.
  • يُشارك فيه الأئمة في إحياء المناسبات الإسلامية.
  • يُعتبر من المعالم التي تظهر في الاحتفالات الوطنية.
  • تُنقل منه بعض التلاوات في المناسبات الدينية عبر التلفزيون.

التحديات التي واجهت الجامع عبر الزمن

على مر السنوات، واجه الجامع صعوبات أثرت على بنائه وصيانته.

  • تأخر البناء لفترة طويلة بسبب تغيرات سياسية في البلاد.
  • تعرض لبعض الأضرار الجزئية بسبب عوامل الزمن والإهمال.
  • احتاج لترميمات متعددة للحفاظ على طابعه المعماري.
  • واجه تحديات في ظل التحولات العمرانية بالقاهرة.
  • جهود وزارة الآثار مستمرة للحفاظ على رونقه وتاريخه.

كيف تخطط لزيارة جامع الرفاعي؟

لكل من يرغب في زيارة الجامع، هناك بعض النصائح المهمة.

  • يُفضل زيارته في الصباح لتفادي الزحام.
  • ارتدِ ملابس مناسبة تعبر عن احترامك لقدسية المكان.
  • لا تنسَ الكاميرا لالتقاط الصور المذهلة للتصميم الداخلي.
  • خصص وقتًا لزيارة مسجد السلطان حسن القريب.
  • استعن بدليل سياحي لفهم الرموز المعمارية والتاريخية.

وفي الختام، في قلب القاهرة، يقف جامع الرفاعي شاهدًا على عبق التاريخ وروعة الفن الإسلامي، هذا الجامع الفريد لا يروي فقط قصة أسرة ملكية أو إمام صوفي، بل هو مرآة حضارية تعكس روح مصر الإسلامية القديمة والمعاصرة، زيارته تُعد رحلة عبر الزمان والمكان.

السابق
يوم العلم الأردني
التالي
منزل الهراوي وأهميته السياحية والفنية