محافظة السويداء هي إحدى محافظات الجمهورية العربية السورية، وتقع في جنوبي البلاد على خطي عرض ( 32.20 جنوبًا و 33.15 شمالًا)، وبين خطي طول ( 36.20 غربًا و37.30 شرقًا)، بمساحة قدرها 555 ألف هكتار وتعد المحافظة جزء من هضبة حوران البركانية التي تشمل الجولان وسهل حوران وجبل العرب، وفي هذا المقال نقدم لكم أبرز المعلومات الهامة حول محافظة السويداء العريقة.
Contents
تاريخ محافظة السويداء
مر على محافظة السويداء العديد من الممالك والحضارات القديمة وماتزال أثارها شاهدة على تلك الحضارات، حيث مر عليها عصر الممالك واحتلها الآشوريون عام 773 قبل الميلاد، ثم احتلها بعد ذلك الأنباط وفي عام 106 ميلادي ودخلها الرومان وضموها إلى حكمهم وجعلو عاصمتها البصرى، وبعد معركة اليرموك 636 م صارت السويداء جزءًا من الدولة الأموية ثم العباسية.
وكذلك احتل الأيوبيون المنطقة وحصنوها وبنوا فيها القلاع، وتعرضت المنطقة أيضًا للحكم العثماني ولكن أهلها رفضوا الظلم وخرجوا في ثورات ضد الحاكم العثماني بقيادة ممدوح باشا وغيره من قادات ذلك الوقت، وعقب إنتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة العثمانيين وقوات المحور في الحرب عملت قوات الحلفاء وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا إلى تقسيم المنطقة ووضع السويداء تحت الانتداب الفرنسي، كما سعى الكولونيل كاترو الذي أوفده الجنرال غورو إلى جبل العرب إلى عزل الدروز عن الحركة الوطنية السورية ضد الإحتلال الفرنسي، حيث أبرم معاهدة مع رؤساء العشائر تنص على أن يؤلف جبل الدروز وحدة إدارية مستقلة لها حاكم محلي ومجلس تمثيلي منتخبان من الشعب، وذلك مقابل اعتراف الدروز بالإنتداب الفرنسي، لكن سكان الجبل رفضوا ذلك لتنطلق الثورة السورية الكبرى عام 1925 تحت قيادة سلطان باشا الأطرش التي مهدت إلى خروج الفرنسيين من سوريا عام 1946م.
اقرأ أيضًا: محافظة طرطوس
تضاريس محافظة السويداء وجغرافيتها
محافظة السويداء واحدة من المحافظات السورية وتقع في الجنوب الشرفي من دمشق، وتحدها محافظة ريف دمشق من الشمال ومحافظة درعا من الغرب، والبادية السورية والصفا من الشرق والأردن من الجنوب، ويبلغ عدد سكانها حوالي 770 ألف نسمة وهم من الغالبية الدرزية، حيث يشكلون 87.6% من عدد السكان، وتقسم التضاريس في محافظة السويداء إلى أربع مناطق تضاريسية مميزة وهي:
- المنطقة الجبلية: حيث تتكون أراضي المحافظة من كتلة جبلية واحدة تمتد داخل الأراضي الأردنية أعلى قممها تل قينة 1809م وأصغرها على ارتفاع 1670م، ولعل أبرز وأهم جبال المحافظة جبل حوران ويسمى جبل العرب أو جبل الدروز ويحده من الغرب سهل حوران الفسيح، ومن الجنوب سهول شرقي الأردن، ومن الشمال يتصل بغوطة دمشق، ومن الشرق بادية الشام، وتنتشر على سفوح الجبل عدد من المدن وعشرات البلدات والقرى وأغلب سكانه هم الموحدون الدروز، وسمي الجبل باسم أسلداموس في العهود اليونانية والرومانية والبزنطية أما خلال العصر العربي الإسلامي فقد سمي بجبل الريان ويعني الأرض الخصبة المرتوية والمشبعة بالخصب.
- منطقة اللجاة: وهي عبارة عن صبات بركانية ذات طبيعة بركانية وعرة وصعبة، وتمثل اللجاة حاليًا محمية طبيعية وهي محمية الإنسان والمحيط الحيوي الوحيدة في سوريا حتى الآن، وتتميز بتنوع بيولوجي كبير وكذلك بغناها بالمواقع الأثرية.
- المنطقة السهلية: وتشكل منطقة انسكابات الحمم البركانية وتنتشر حول المنطقة الجبلية، وتتميز المنطقة السهلية بصلاحيتها للزراعة وللرعي كونها محاذية للبادية.
- منطقة الصفا: تقع تلول الصفا في الجنوب الشرقي من المحافظة إلى الشرق من مدينة شهبا، وتعد أحدث الصبات البركانية في سوريا كما تمثل شكل شبه دائري وتنتشر فيها التلال والتضاريس الصعبة، وهناك مشروع لتحويل منطقة الصفا إلى حديقة بيولوجية لتصبح امتدادا لمحمية اللجاة.
كما تحوي محافظة السويداء على 18 سدا أبرزها سد جبل العرب وسد الروم والطيبة وحبران وسهوة الخضر والذين يقاموا على بحيرات مهمة مثل:
- بحيرة سد العين: تشكلت هذه البحيرة نتيجة بناء سد العين الذي يعتبر منطقة جذب سياحي، ويعتبر من أهم المصادر التي توفر مياه الشرب والري.
- بحيرة سد الروم: واحدة من أجمل البحيرات في محافظة السويداء تقع في وادي الروم، وتشكلت جراء بناء سد الروم الذي يغذي عدد كبير من القرى في مياه الشرب والري، وتتميز بطبيعتها الساحرة التي تحيط بها التلال من كل الجهات كما تعتبر وجهة سياحية شعبية جميلة بهوائها العليل ومناخها الرائع.
كما تبلغ مساحة الثروة الحراجية في المحافظة نحو 12031هكتارًا، بالإضافة إلى ذلك تشتهر السويداء بزراعة التفاح والخضراوات بسبب تربتها الخصبة ومياهها النقية والوفيرة، أما بالنسبة للمناخ فتقع المحافظة ضمن منطقة المناخ المتوسطي الداخلي شبه الجاف، وتتميز بأن ارتفاعها يجعلها أكثر استقبالًا للهواء القادم من فتحة الجولان، وبالتالي سقوط كميات كبيرة من الأمطار أكثر من غيرها من المناطق الداخلية.
اقرأ أيضًا: محافظة حلب
أهم المعالم الأثرية في محافظة السويداء
تحوي محافظة السويداء الكثير من المعالم التاريخية والطبيعية، التي ترمز إلى عظمة تاريخها وعراقة حضاراتها، والتي تضع المحافظة من أوائل الأماكن التاريخية والسياحية في سوريا، وفيما يلي نذكر بعضًا منها:
- متحف شهبا: يقع في مدينة شهبا الأثرية على بعد 90 كيلومتر جنوبي دمشق، ويحوي مكتشفات أثرية هامة ولوحات فسيفساء غاية في الجمال والدقة تحكي الأساطير اليونانية القديمة، وكذلك لوحات تزين أرضية المتحف تعكس نشأة الأساطير اليونانية التي انتشر معظمها في عهد الأمبراطور فيليب العربي، تهدف اللوحات إلى تثبيت الفضائل في الإنسان وتدعو الى إصلاح النفس البشرية كلوحة أفروديت وأريس التي تبين أن الجمال يتحول إلى وباء إذا فقد صاحبه الفضيلة والعدالة والحكمة، وفي عام 1963 تم اكتشاف أربع لوحات بالقرب من الحمامات الأثرية الكبرى ضمن دارة رومانية مبنية من الحجر البازلتي وتم حفظها في مكانها الحالي.
- بلدة قنوات: تقع على بعد 7كم شمالي شرق مدينة السويداء في منطقة جبل العرب، وهي مدينة أثرية يوجد فيها جسر روماني ومسرح منحوت من الصخر، وكنيسة بيزنطية وخزاتات المياه والحمامات الرومانية، والمدافن والأبراج ومعابد مثل معبد زيوس هليوس والكثير من الأبنية الملكية والمعابد والساحات، إضافة للجبال المكسوة بالخضرة والغابات الطبيعية.
- قلعة صلخد: تعتلي مدينة صلخد الشهيرة ويرجع المؤرخين بناء القلعة إلى أيام الحاكم الفاطمي المستنصر عام 446 هجري، وتقع على ارتفاع 1450 متر عن سطح البحر على تل بازلتي يُظهر كافة المناطق ومرتفعات جبل العرب حتى حوران، كما تتميز القلعة بالقاعات والدهاليز والسراديب والأنفاق والأبنية القائمة على ثلاثة طبقات، وتضم أيضًا مساكن ومسجد ويحيط بها سوران أحداهما بشكل دائري، وللتعرف أكثر عن قلعة صلخد انظر هنا.
اقرأ أيضًا: محافظة حماة
التقسيمات الإدارية في محافظة السويداء
تقسم محافظة السويداء إداريًا إلى ثلاث مناطق رئيسية وهي السويداء وصلخد وشهبا، وتقسم المناطق إلى وحدات إدارية أصغر منها وهي النواحي التي تتوزع في المناطق الإدارية كالتالي:
- منطقة السويداء: تبع لها ناحية المشنف والمزرعة ومركز المدينة.
- منطقة صلخد: ويتبع لها ناحية ملح والقريا وذيبان.
- منطقة شهبا: يتبع لها ناحية الصورة الصغيرة وشقا وعريقة.
