“الصحة النفسية في زمن السرعة : لماذا نهتم الآن اكثر من أي وقت مضى “

الصحة النفسية

الصحة النفسية : وهي قدرة الفرد على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية ,المختلفة ، بطريقة إيجابية وصحية ،دون التأثير ع مشاعرنا الداخلية بطريقة سلبية وتسببها بأمراض جسدية والنفسية ، بالإضافة إلى
إقامة علاقات صحية مع الاخرين ، والعمل بكفاءة وانتاجية مثمرة ، بما ينفع النفس ، مع الشعور بالراحة والاستقرار والثقة بالنفس.

ومع تقدم الحياة , والتطورات السريعة التي احدثتها الثورة التكنولوجية ، أصبحت الصحة النفسية محط اهتمام وموضوع بغاية الأهمية ،ووجب التركيز عليه ، لان اختلاف الأجيال القديمة والحديثة في الوقت الحالي متطلباتها وأفكارها ومبادئها أصبحت مختلفة تماما ولا تتوافق مع الجميع ،وذلك في غضون هذا التطور السريع الذي يوثر ع جودة الحياة اما سلباً او إيجاباً .

الصحة النفسية تشكل حجر الأساس لعيش حياةً هَادئةً ومتوازنةً ومريحة ، ومع هذا التسارع الكبير في وتيرة الحياة ،
ولا بد أن لا ننكر ان التكنولوجيا والعمل والتطور السريع يولد ضغوطات كبيرة ، تشكل تحديا حقيقيا ، يستحق الإلتفات اليه، واخذه بعيد الاعتبار بشكل جاد اكثر.

قد ينظر البعض إلى ان العناية النفسية ، هي نوع من أنواع الرفاهية , ولكن الكثير لا يعلم انها ضرورة تمس جودة الحياة ع صعيد حياته الصحية والمهنية .

لماذا أصبحت الصحة النفسية أولوية

اثبتت الدراسات الحديثة ان حوالي 25% من سكان العالم يعانون من اضطرابات القلق والتوتر بشكل رسمي حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية , ويرتبط التوتر والقلق ارتباط وثيق بالإصابة باضطرابات القلب والمناعة

ومع ازدياد معدلات القلق والاكتئاب على مستوى العالم . بات من الضروري تبني أساليب وقاية نفسية جدية , لحماية الافراد والمجتمعات , من هذه المشكلة لما لها من تأثير واضح وبالغ على النفس والجسد , وعلى جودة حياة الافراد , وتثيرها ع تحقيق التوازن في حياتهم العملية والشخصية.

أسباب تدهور الصحة النفسية في زمن السرعة:

1- التكنولوجيا الحديثة والارهاق الرقمي:
إشعارات ،رسائل ، فيديوهات قصيرة ،مقارنات اجتماعية لا تنتهي محتوى متعدد ومختلف ع مواقع التواصل الاجتماعي التغيير والحداثة المستمرة التواصل الاجتماعي الافتراضي ، يجعل الدماغ تحت ضغط مستمر ودائم دون الشعور بالراحة الحقيقية ، والشعور كالعيش في دوامة يومية تفصله عن الواقع الحقيقي .

2-تسارع نمط الحياة وفقدان لحظات الهدوء:

اصبح الانسان متصلا بشكل دام بالأجهزة سواء في العمل ،او في المنزل ، او حتى في المعاملات الحياتية البسيطة جميعها تعمل بالأجهزة الذكية على مدار الساعة , هذا الاتصال المستمر , يحرم العقل من فرصة الضرورية للهدوء والشعور بالراحة السلام ،مما يؤدي الى اضطرابات النوم، تشتت الأفكار ،ضعف التركيز ، والمزاجية الحادة , العصبية .

3- سيطرة فكرة ” الإنجاز السريع

الثقافة السائد في الوقت الحالي ،تمجد السرعة والعمل المبتكر والمنظم والسريع والنتائج الفورية ، ويعد البطء نوعا من الفشل

هذه الثقافة تدفع الافراد الى العمل تحت ضغط دائم لتحقيق إنجازات مماثلة ومتتالية دون ان يمنحوا انفسهم مساحة التعلم بالتدريج او حتى الإخفاق الآمن او “الفشل الآمن” مما يؤدي الى الإحباط والاكتئاب وتحطم الثقة بالنفس سريعاً .

كيف نهتم بالصحة النفسية في حياتنا اليومية ؟

الوقاية والتوعية المبكرة ، تعتمد بشكل أساسي على حل المشكلات وعلاجها قبل وقوعها , وهنا يأتي دور المؤسسات الصحية والتعليمية في نشر ورفع الوعي الثقافي بما يخص العناية النفسية المتكاملة ، تماما مثل الاهتمام باللياقة البدنية والنظافة الشخصية والمظهر الخارجي .

1- الرياضة بانتظام:
الرياضة لا تحسن فقط لياقتك البدنية فقط , بل تساهم في تعزيز وافراز هرمونات السعادة مثل الإندروفين , وتزيد من تغذية العقل بالأكسجين ، وتعزز صحته بشكل افضل .

2- تنظيم أوقات النوم:

يعد النوم الجيد المعزز الرئيسي للمزاج ، وزيادة القدرة على التركيز ، والتحمل النفسي بشكل افضل.

3-التواصل الاجتماعي الإيجابي:

الحرص على بناء علاقات صحية ايجابية وادعمه , يعد درعا قويا , ضد مشاعر الوحدة والاكتئاب والتوتر.

4- طلب الساعدة عند الحاجة البها

• ليس العيب في طلب المساعدة من المختصين وأصحاب الخبرة , المعين ان تبقى في دائرة المشكلة وترفض الخروج منها بحجة ان المشاكل النفسية والضغوطات شيء مخجل للحديث عنه , المخجل اكثر ان تستمر حياتك وانت خائف من طلب المساعدة وهذا ما يفاقم المشكلة ويزيد من صعوبة حلها.

الصحة النفسية في دبي :رؤية مستقبلية

تسير دبي بخطى ثابتة وممنهجة ومدروسة نحو بناء مجتمع واعِ وصحي من خلال :

1- اطلقت دبي العديد من منصات الدعم النفسي عبر الانترنت للأشخاص الذين يواجهون مشاكل حياتية ونفسية وبحاجة لدعم وتجاوز لهذه المشكلات.

2- توفير برامج توعية نفسية للطلاب والعاملين.

3- ادماج مفاهيم الرفاهية النفسية في بيئات العمل.

كل هذه الجهود المبذولة تساهم في بناء مجتمع اكثر صحة وتوازنا متماشيا مع رؤية الإمارات 2031 التي تضع الإنسان في مركز خطط التنمية .

-اقرا المزيد عن : الصحة النفسية في الامارات العربية المتحدة

نصائح ذهبية للحفاظ ع الصحة النفسية

• الانضمام لورشات تعليمية وتدريبية مختصة بالرعاية والصحة النفسية – مارس الاستجمام والتامل والتنفس العميق
• التواصل مع الطبيعة , اثبت الدراسات ان الخروج لمدة نص ساعة فقط يوميا للاماكن الطبيعية ساهم للعديد من الأفراد في التقليل من التوتر والقلق وتصفية الذهن.
• ابتعد عن الاخبار السلبية ومواقع التواصل المرهقة قليلا.
• مارس الرياضة في الوقت الذي تشعر بان القلق والتوتر يسيطر عليك .

-التوازن بين العمل والحياة ليس ترفا بل أولوية لحياة صحية اكثر

الخاتمة :

في ظل سيطرة السرعة على تفصيل حياتنا , تبقى الصحة النفسية حجر الأساس لحياة متوازنة وناجحة , الاعتناء بالعقل والأفكار التي يرسخها العقل بفعل الواقع وتجارب والاحداث بالعالم الافتراضي أصبحت مسؤولي شخصية وجب الانتباه لها لما لها تأثير على جودة حياتنا.

• عقلك يستحق ان يعيش بصحة وراحة , تماما كما يستحق لبك ان ينبض بالحب وسعادة

-اقرا المزيد عن : تساقط الشعر: أسبابه ، وعلاجه